تعتبر المقابلة التلفزيونية رافعة من روافع العمل الإعلامي التلفزيوني الشامل، وتتمدد في حضورها المتصل بكامل الأنواع البرامجية والإخبارية، مُتخللةً نشرات الأخبار، وبرامج القطاعات المختلفة، والوثائقيات والاستطلاعات، وقد تكون مُنفصلةً بذاتها. ومن هنا نلاحظ الأهمية وسعة الحضور لهذا النوع من الإنتاج التلفزيوني، كما نلاحظ درجة اشتماله على القيم التعبيرية والدلالية المُتصلة بتنويعات تلك البرامج التلفزيونية . تختلف المقابلة التلفزيونية عن الحوارات الخاصة المطولة، كما تختلف عن الشهادات العابرة ذات السمة الواحدية «مونولوج»، فيتحدث الشاهد فقط ، ولادخل بصفة مباشرة للمذيع ، حيث تتوارى حوارية المُحاور «بكسر الواو»، وأسئلة المذيع في تضاعيف البنية السردية البصرية لشهادة الشاهد. المقابلة التلفزيونية تختلف مبدئياً عن الحوار والشهادة للأسباب التالية: الحوار أطول وأكثر ارتكازاً على التحضير المُسبقْ والمُمعنْ، فيما المقابلة التلفزيونية تستند على التحضير الذهني والتنويع المكثّف على موضوع ما. الشهادة فردية يكون فيها المذيع متوارياً وراء النص البصري الكامل للفكرة المُراد تقديمها، فيما تتوخى المقابلة تركيز بؤرة ضوء على موضوع محدد، ويكون لملكات المُقدم دور كبير في توصيل الفكرة . المقابلة التلفزيونية تضع بعين الاعتبار الزمن التلفزيوني العصري، وهذا يعني التكثيف والتركيز وتعمير المساحة الزمنية المتاحة بإيقاع أكثر تصاعداً وتكثيفاً، الأمر الذي نراه لازمة وخصيصة هامة للزمن التلفزيوني العصري . وبعد : يجدر بنا أن نتساءل عن مدى تطابق هذه المعايير مع جُل اللقاءات التلفزيونية السائدة في الفضائيات العربية ..؟