قديماً كان يُطلق على بلاد وادي الرافدين «أرض السواد» لكثرة النخيل والأراضي الخضراء الممتدة لمساحات شاسعة. لكن الوضع اختلف كثيراً خلال العقود الثلاثة الماضية؛ وذلك لجملة من الأسباب تبدأ بالتوسع العمراني؛ وتنتهي بالحروب والتي كان آخرها الاحتلال الأمريكي للعراق الذي لايزال جاثماً على صدور العراقيين حتى الآن. فقد خلّفت الحروب أكبر المجازر للنخيل في تاريخ العراق خلال العقدين الماضيين، فبعد أن كان يضم قرابة 30 مليون نخلة تناقصت تلك الأعداد لتصل حالياً إلى نحو 6 ملايين فقط. كما جرفت مئات البساتين ومازالت أخرى مليئة بالألغام في بلد يعتبر أوَّل بلد خلّد النخلة حسبما جاء في مسلة الملك البابلي حمورابي قبل خمسة آلاف عام..!!. ومع هذه المأساة يجب أن لا نغفل النخلة والاهتمام بها.. يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «بيت ليس فيه تمر، أهله جياع». كما قال عليه الصلاة والسلام: «أكرموا عمتكم النخلة».