قد لا يُصدق؛ لكنها الحقيقة، فالشعب الأمريكي هو الأكثر سعادة بحادثة الحذاء الطائر؛ لأنه تجرع الويلات على يد جورج بوش، وفقد أشياء كثيرة، أرواح بشر وأموالاً طائلة.. وأصبحت الدولة الكبرى "أمريكا" على يده منهارة اقتصادياً، خاسرة عسكرياً، فاشلة سياسياً، تحارب في جبهتين خارجيتين، وجبهة داخلية وهي تواجه السقوط المالي المدوي. .. ولذلك فقد كان الاحتفال الأمريكي برجم الرئيس بوش بالحذاء مختلفاً ورائعاً ولائقاً وموفقاً عندما تم اختيار جوار البيت الأبيض مكاناً لوضع دمية تحمل صورة بوش تتحرك في اتجاهات عدة والأمريكيون يفرغون الكبت من سياسة بوش والانتقام منه برمي أحذيتهم باتجاه وجهه، ومنهم من يصيبه في الوجه وآخرون في الرأس أو في الجسم، والمهم أن لا يغادر أي أمريكي المكان إلا وقد وجّه الصفعات بحذائه في وجه الدُمية بوش. .. طفلة صغيرة رأيناها في الفضائيات وهي تقول: "قمت بجولة في البيت الأبيض وسمحوا لي برمي بوش بالحذاء.. وسعدت لأني لا أحبه!!". .. حتى الطفلة التي لم تتجاوز الثماني سنوات تكره بوش، ولم ترتح إلا بعد أن رمته بالحذاء؛ لأنه تسبب في مقتل الآلاف من الأمريكيين في الحربين على أفغانستانوالعراق؛ ولأنه وراء مقتل ما يصل إلى أكثر من مليون عراقي؛ ولأنه ضرب الاقتصاد الأمريكي وأصابه في مقتل.. والثلاثة الأسباب تكفي ليكون الشعب الأمريكي ناقماً عليه. .. أحد أهم رجالات القانون في أمريكا اعتبر الرمي بالحذاء بسيطاً، وطالب بمحاكمة جورج بوش بعد انتهاء ولايته كمجرم حرب؛ خاصة وقد اعترف أن الحرب على العراق تمت بناء على تقارير استخباراتية خاطئة، وهو الأمر الذي يؤكد أنه واقع في التهمة كمجرم حرب. .. ليس هذا - فقط - فقد تحول جورج بوش إلى مادة خصبة للبرامج الكوميدية في الإعلام الأمريكي ولنجوم البرامج الكوميدية في العالم.. ووصلت حالات الكوميديا الضاحكة في الإنترنت إلى أكثر من ألف مشهد.. وكلها تختزل أفكاراً كثيرة تنتهي بتوجيه الحذاء بأشكال عدة إلى وجه بوش. .. الجواب مختلف عندنا نحن العرب، فالتناول للحادثة يتم بطريقة خجولة، ولن يصل بأي حال من الأحوال إلى مستوى ما تتناوله وسائل الإعلام الأوروبية والأمريكية. .. وكما يبدو أن هناك من لايزال يخاف ويرتعش ويرتعد، وفي هذا الحال يكفينا ما فعله البطل العربي العراقي منتظر الزيدي. .. وما يهمنا هو أن جورج بوش عرف بطاغية القرن الحادي والعشرين، واستحق الرجم بالأحذية على مرأى ومسمع العالم أجمع في وداع مهين كان أبلغ وأقسى من أي عقاب آخر مهما كان نوعه أو شكله.. وسيظل التاريخ يذكر أن الرئيس الأمريكي أهين وصفع بالحذاء!. للتأمل!! ماذا لو وقعت حذاء منتظر الزيدي رقم 44 في وجه أو رأس بوش؟! أكيد كانت ستصيبه بكسور في الجمجمة؛ فحملها ثقيل، وسرعتها فائقة. هل صحيح أن الأممالمتحدة ستستخدم قوتها في إصدار قرار بمنع دخول الصحافيين إلى قاعة المؤتمرات بالأحذية؟!. كما لاحظ الجميع "المارينز الأمريكي" لم يتدرب على مواجهة الأحذية!!. أسلحة الدمار الشامل؛ كذبة ومعلومات استخبارية خاطئة، ما وجد أحذية دمار شامل!. حذاء البطل منتظر الزيدي وصل ثمنها إلى مائة مليون دولار.. وأحد صانعي الأحذية التركية ظهر ليؤكد أنها من صنعه!!.