لا يزال القصف وتبعاته على غزة قائماً ، ولا أظن أن مشاعر من يراه تتبلد لكثرة ما يشاهد، بل إن الألم وشدة الموقف وزيادة تباعد المسافات بين الحاكم والمحكوم تكبر. ماذا ينفع المواطن العربي والمسلم في الخطوة الأولى إذا لم يجد حكومة وسلطة قوية تنقل رأيه وتتخذ كل أساليب الضغط لوقف هذا الترويع والعدوان على العزل والآمنين؟!. ماذا لو انتقل هذا القصف إلى مدننا العربية في أقطار ودول أخرى وكما تقوم به القوات الصهيونية من طلعات ونزلات هي وحاميتها الولاياتالمتحدة.. ما هو حالنا؟ ألا نتوقع هذا واسرائيل تقوم وتنفذ بروتوكولات بني صهيون ومؤتمر بازل من أنها ستحقق مخططاتها خلال حقب سنوية، وهي كما تزعم نفذت 05% منها وستنفذ الباقي على مدى زمني قريب وهو ما تقوله أن تكون دولة بني صهيون من النيل إلى الفرات؟!. سيكون الأمر سياناً عندما ترمي بنا إلى البحر أو تبيدنا، فها هي اليوم تحاصر إخواننا الفلسطينيين في غزة وتمنعهم من الخروج من المنازل لتقصفهم وربما هذا سيكون علينا في يوم ما لا سمح الله إذا ما ارتضينا لا مبالاة حكامنا العرب. إن الديبلوماسية مهمة ولكن الدعم العسكري هو الذي يفرض في ساحة المعركة وهو ما تفعله الولاياتالمتحدة بإدارتها المتعاقبة لدعم اسرائيل، وهذا هو المنطق الأمريكي في الصلف الديبلوماسي في مجلس الأمن عندما امتنعت الأخير التصويت لصالح قرار يقضي بوقف الحرب على غزة.. ألا يساوي موقف أمريكا مائة دولة ونحن العرب أولاً لا نستطيع أن نعيد النظر في علاقتنا السياسية والاقتصادية مع أمريكا ونذكرها بأن من تستخدم الأسلحة ضدهم هم إخوتنا وهم عمقنا الديني المسيحي والإسلامي وأن نفطنا لن يكون مضخة لاقتصادها وأن أسواقنا لن تكون منفذاً لصناعاتنا وأن السياسة والاقتصاد وجهان لعملة المصالح وأن العولمة وفرت أسواقاً للجميع وهو ما يفترض أن يفهمه حكامنا. إن فتح الحدود قد يكون آخر سلاح عندما تسقط مداميك معابر الحدود العربية، ولا ينبغي أن توقفنا حكوماتنا عند هذا الرأي العفوي لأنه تعبير بسيط عن واجبنا تجاه أي شعب يضرب فما بالنا بإخواننا المدافعين عنا ولكن الأمر يتعلق بضغوط عديدة توقف هذه النبتة الصهيونية عن إسقاط قنابلها ومجزرتها.. كيف لنا أن نفهم حكوماتنا بأن شرعيتها مفقودة إذا لم تتحد في موقف قوي، فالأمر سيان إن كان ذلك في غزة أو الاسكندرية أو الدوحة؟!. لقد كانت تصريحات ومواقف إسلامية وغير إسلامية أقوى بل عززت مسيراتنا وكانت أقواها تلك التي جاءت من تركيا المسلمة التي أعاد رئيس وزرائها تاريخ دولته العثمانية، وأعاد لذاكرتنا دولة «الرجل المريض» وهو اللقب الذي أطلق حينها على الدولة العثمانية عندما رفض سلطانها طلبات اليهود الذين آوتهم الدولة الاسلامية باعتبارهم أهل ذمة وكيف حمى السلطان عبدالحميد المقدسات الإسلامية وتلك الشجاعة التي لم يقم بها حاكم عربي تجاه السفارات الإسرائيلية من كرم وحماية لسفارات المعتدين الإسرائيليين التي جاءت من أقصى جنوب القارة الأمريكية من فنزويلا وتشافيزها الإنسان. أما نحن فحكوماتنا العربية عليلة ينهشها فقدان المناعة أطعمتها السياسة الأمريكية حليب الخوف والهوس، فصارت حكومات تحكمنا بصميل الخوف والرعب، والذي للأسف لا يجدي نفعاً مع الشعوب، ولعل هذه نظرية لم تروع أمريكا وقد جربت حرب فيتنام وخرجت منها مذلولة وهي تحاول ذلك مع الحكومات وكأنها لم تصح بعد من سكرة فيتنام. أمريكا تحاول أن تجرب نظرياتها الدوائية لمرضاها الجبناء من الحكومات وتعتقد أنهم سيحجبون عنها دوشة الشعوب، وهنا المأزق وهو مأزقها وها هي تعيد تاريخها من الإهانات بخروجها القريب من العراق. إن ازدياد المعاناة للشعب الفلسطيني في غزة مأساة إنسانية تضاف إلى سجل الشعب الفلسطيني، فقد شهدت رام الله في عهد الرئيس عرفات عدواناً وصل إلى سكنه وجنين وكنائس المهد، وها هي تتعرض مرة أخرى لعدوان، لماذا لم تحترم اسرائيل البروتوكولات أو المقدسات بينما نحن نحترم سفاراتها ومعاهداتنا الذليلة معها؟!