مجلس الأمن الذي ذهب العرب المقهورون يشكون إليه الكيان اليهودي هو الذي أعطى شرعية دولية لاغتصاب فلسطين، بل شجع هذا الكيان لاغتصاب هذه الأرض العربية الاسلامية. مجلس الأمن لا يفعل شيئاً للمسلمين ولن يفعل شيئاً، لم يفعل شيئاً عندما قتلت اسرائيل 7500 انسان في لبنان عندما اجتاح اليهود عام 73 ودخل شارون بدباباته إلى شوارع بيروت. ولم يفعل مجلس الأمن عندما ذبح اليهود وأعوانهم في بيروت أهل صبرا وشاتيلا، ولم يفعل مجلس الأمن شيئاً عندما ذبحت ما تسمى باسرائيل أهل «قانا». إن القرار أمريكي والكيان اليهودي ينفذ التوجيهات، ولم يستطع كثيرون من الزعماء العرب أن يدينوا امريكا عدا الزعيم العربي المسلم اليمني علي عبدالله صالح في مؤتمر «تجمع صنعاء» الذي انعقد مؤخراً في الخرطوم. إن الزعماء العرب يدركون تماماً كما تدرك شعوبهم أن أمريكا واليهود يرومون اجتثاث المقاومة ليسهل بناء «ملك بني اسرائيل» في الشرق الأوسط كما تحكي التوراة، وقد خطط اليهود أن يحتالوا حيلة كبرى وكذبة كبرى هي «السلام». فكان أن استدرجوا مصر إلى كامب داوود، هذه الاتفاقية التي «كبلت» مصر بالقيود إلى درجة أنها لا تستطيع أن تعمل شيئاً عدا تسويق السلام على الطريقة الاسرائيلية كما يقول مصطفى بكري، النائب في البرلمان المصري. لقد نسي كثيرون من الزعماء العرب أن لديهم شعوبهم، وأن هذه الشعوب لو تركت لعزيمتها ومنحها الزعماء ثقتهم لصنعت المعجزات. ألم يكن لنا في حرب تموز في لبنان الشقيق عبرة عندما أجبرت المقاومة الباسلة الجيش الاسرائيلي على الهزيمة، وسقطت حكومة «أولمرت» نتيجة لتحقيق «فينوجراد» الذي اتهم الحكومة بالعجز أمام المقاومة، ولم يكن الكيان الإسرائيلي هو الذي انهزم؛ بل أمريكا أيضاً وبريطانيا حينما نسقتا جسراً جوياً لنقل الصواريخ الذكية لتدمير لبنان؟!. إن مجلس الأمن ليس محايداً؛ بل هو مع اليهود، ودليلنا هو موقف أمريكا الأخير فيه.