الإدارة هي القدرة والاستطاعة لتوظيف إمكانات بشرية ومادية عالية لتحقيق أهداف محددة سلفاً.. بل إن الإدارة الناجحة والمتميزة، والمتفوقة هي القدرة على الوصول إلى الأهداف المبتغاة بالإمكانات المتوافرة.. وحتى لا أنسى، فالوقت أيضاً يعد من الإمكانات التي يجب أن تُدار أيضاً بحسب توافرها.. فالوقت قد يكون أمامنا قصيراً، أو طويلاً، أو متوسطاً.. وعليه يتوجب أن تتوافر القدرة الإدارية المتمكنة من توظيف الإمكانات المتاحة للوصول إلى أهداف محددة، وفي الوقت المحدد والمتاح. وعليه فإن القيادات الإدارية في أي قطاع من القطاعات يجب أن تختار بعناية ودقة، ووفق معايير صارمة.. فالمؤهل، والكفاءة، والخبرة، والنزاهة، والإخلاص، والأمانة، والطبيعة الديمقراطية، والقدرة على التفكير والإبداع، واتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب، هي من صفات ومميزات القيادات الإدارية الناجحة، التي تستحق أن تُمنح الثقة، والتمكين.. ومن المهم أن تتمتع القيادة الإدارية باحترام التسلسل الإداري «والوظيفي عموماً»، وتؤمن بالتفويض الإداري لكلٍ في مجال اختصاصه، وعدم احتكار الصلاحيات والعمل والقرار في يد القيادة الأعلى، «أي عدم احتكار السلطات الإدارية»، فالإدارة الديمقراطية أنجح من «الإدارة الدكتاتورية، أو البيروقراطية»، والإدارة «التشاورية» أفضل من الإدارة التي تعتد بنفسها. إن أية مؤسسة أو منشأة تنجح في تحقيق أهدافها إذا تميزت إداراتها بالشراكة والتكامل، والتشاور، والتعاضد، وإطلاق الصلاحيات مع وجود الرقابة والمتابعة للأداء، وقياس ذلك بالموجهات للعمل الإداري مثل القوانين والأنظمة واللوائح، والقرارات، والتعاميم.. على أن التجاوز مباح إذا كان ذلك يخدم الأهداف، أي تحقيقها بجهد ومال ووقت أقل.. أي أن المرونة يجب أن تتوافر في حدود خدمة الأهداف بكلفة أقل. نحن تقريباً، وبقية طننا العربي، والإسلامي وكل المجتمعات المتخلفة، نعاني من انعدام الإدارة القادرة والمقتدرة، ذات الكفاءة والخبرة، والأمانة، والإخلاص.. وهي السر وراء تخلفنا وفشلنا في الخروج من «بلاوينا».. والسبب أن المعايير التي تختار بموجبها القيادات الإدارية من الأعلى إلى الأسفل معايير غير صحيحة، وغير سليمة.. لأن الاختيار يتم لأصحاب الثقة بأنواعها المختلفة، ومثل هذا الاختيار يؤدي إلى عدم القدرة على استثمار الوقت والإمكانات، وتوظيفها لتحقيق الأهداف العامة.. وهذا هو السر الذي سيظل وراء تخلفنا وفشلنا.