الطفولة والشباب كائنان بشريان لا تقوم الحياة إلا بهما، ودونهما تصبح الحياة على ظهر البسيطة لا معنى لها.. لذلك فإن اهتمام الدولة بهذين القطاعين ينبع من كونهما الأساس الذي لا بديل عنه في أي بناء تنموي عام لأي أمة من الأمم. فالطفولة هي المهاد الذي تنطلق منه مواكب الحياة في مضمار عراكها مع الزمن والطبيعة.. والشباب هو المحطة التي يستوقف فيها الإنسان زمنه وطبيعته فيصنع منهما ملامح مستقبله بعد أن يكون قد استطاع تطويعهما لخدمة الحياة البشرية نفسها بكل أشكال تطورها وتقدمها وحراكها الدائم على ظهر البسيطة. بمعنى أنه لكي نبني شباباً فاعلاً لابد لنا أولاً من الاهتمام بطفولته اهتماماً جاداً؛ لأن الشباب هو الزمن الحاضر، والطفولة هي براءة هذا الحاضر، ومن هاتين الشريحتين نجد وهج التطلع لبناء الحياة بما يواكب حركية العصر ويلبي في الوقت نفسه طموحات المستقبل المنشود. ومن هذا المنطلق فإن العالم المعاصر اليوم قد أعطى هذه الشريحة المجتمعية «الطفولة والشباب» جل اهتمامه، حيث عملت الحكومات جاهدة على توفير الكثير من المشاريع الخدمية والتنموية والعلمية والتربوية والاجتماعية والرياضية..و..إلخ الخاصة بتنمية حياة الطفولة والشباب، لدرجة أن الدول المتقدمة أعطتهما الأولوية في الرعاية والصحة والتعليم والخدمات المتعددة اللازمة لبناء إنسانهما بناءً سليماً وصحيحاً خالياً من الأمراض والإعاقات والأمية ليكون مؤهلاً جسمانياً وفكرياً وسلوكياً للإبداع والإنتاج والمساهمة الفاعلة في بناء وتقدم وازدهار وطنه. من أجل ذلك فإننا في اليمن لا ندّعي أننا وصلنا إلى مرحلة متقدمة في هذا الجانب؛ ولكننا قطعنا شوطاً لا بأس به على هذا المسار؛ خصوصاً منذ قيام الوحدة اليمنية المباركة في 22 مايو 09م وحتى اليوم. إذ أن قيادتنا السياسية الحكيمة ممثلة بفخامة الأخ رئيس الجمهورية أعطت الطفولة والشباب اهتماماً مميزاً وأولوية في العطاء والدعم والرعاية بقدر المستطاع ووفق إمكانات بلادنا المتواضعة مقارنة بالكثير غيرنا من دول المنطقة التي تتوافر لها إمكانات هائلة. حيث استطعنا - وبحمد الله تعالى- السير بخطى إيجابية على درب استراتيجية اليمن الوطنية لرعاية الطفولة والشباب وطموحات الحكومة التي نلمسها مبشرة بالخير وخطواتها تبدو جادة لو كتب لها الاستمرار فسوف تلقى هذه الشريحة الكثير من الحقوق وسوف يتم استيعابها إيجابياً بإذن الله تعالى. أطل اليوم الوطني للطفولة والشباب 91 فبراير في 9002م يطل على زمننا الوحدوي، وها نحن قيادة وحكومة وشعباً ومنظمات مجتمع مدني نحتفل به؛ ولكن ليس احتفالاً تقليدياً وإنما الاحتفال العملي الذي ظهر جلياً في اهتمام الراعي الأول للطفولة والشباب فخامة الأخ رئيس الجمهورية الجاد من خلال توجيهاته وقراراته الصادرة بالمناسبة التي تخدم في مجملها الطفولة والشباب وتحميهما خاصة من الأمراض الخطيرة.. وليس منع فخامته لتناول التدخين والقات في الأماكن العامة إلا من حرصه على سلامة المواطن بشكل عام، والطفل والشاب بوجه خاص من الأمراض الخطيرة الناتجة من هذه الآفات.. كما أن توجيه فخامته بفرض رسوم مادية على منتوج السجائر والهواتف «السيار» إنما يصب في بعده الإنساني المسئول في خدمة الطفولة من الأمراض وخاصة مرض السرطان الذي تبدو المؤشرات ذاهبة إلى اجتثاث هذا المرض من جذوره ومسبباته الرئيسة. كما أن اهتمام فخامة الأخ رئيس الجمهورية بإنشاء مراكز علاج أمراض السرطان إضافة إلى ما هو موجود ودعمها إنما هو إعلان واضح على إصرار قيادتنا على محاربة هذا الداء في إطار سيرها الحثيث على درب رعاية الطفولة وتنشئتها بصورة سليمة، والعمل على تنمية عقولهم وقدراتهم واستيعابهم الاستيعاب الأمثل والعمل على خلق وعي كامل لديهم بحقوقهم المكفولة وفهم دورهم في بناء الوطن في ظل المناخ العام الذي يشهده الوطن تنموياً وديمقراطياً كمنجز وطني تحقق للوطن في ظل الوحدة اليمنية المباركة وقيادتنا الوطنية المخلصة وفي إطار التوجهات الرسمية والمدنية العامة نحو بناء الطفل اليمني والشاب على حد سواء بناء يمكنه من الإبداع والعطاء ويجعله أكثر قدرة على خوض غمار الحياة المعاصرة، متسلحين بالإيمان والفكر المستنير والعلم النافع والإبداع المتوهج ليصبح الشباب وجه المجتمع اليمني وجاهزيته المتوقدة في عملية بناء الدولة اليمنية الحديثة وصناعة مستقبل الوطن الأفضل. فلتتضاعف الجهود الرسمية والشعبية وجهود منظمات المجتمع المدني من أجل الطفولة والشباب الحالمين بالغد اليمني الجميل.. وليكن عطاء الدولة للشباب خاصة مميزاً ومضاعفاً حتى لا يصبح شبابنا فريسة سهلة للفراغ والبطالة والأفكار المسمومة التي تفسد الجيل وتجعل من طاقته وسيلة للهدم لا للإعمار، وللتطرف لا للاعتدال، وللبلادة لا للإبداع والعمل والإنتاج والمواطنة الصالحة.