أنا على يقين لايقبل الشك بأن بعض الأصوات النشاز التي تدعو إلى «عودة التشطير» تدرك قبل غيرها أن هذه الدعوة «الحقيرة» هي «فرقعة إعلامية» تحاول بعض الصحف السوداء نشرها بدوافع خارجية!! معروفة ومكشوفة تهدف إلى عرقلة التنمية وزعزعة الأمن والاستقرار في يمن الوحدة والديمقراطية.. وهي محاولات ليست جديدة علينا.. هذه الصحف تعتقد أن فرقعاتها الإعلامية سوف تنطلي على شعبنا وتحدث شرخاً في نسيجه الوطني من خلال نشر الأخبار الملفقة الكاذبة بوجود مايسمى «بالحراك الجنوبي» واختلالات أمنية في بعض المحافظات الجنوبية التي كما تزعم هذه الصحف «رفض أبناء الجنوب للوحدة ومطالبتهم بالانفصال» ولاحول ولاقوة إلا بالله. غير أن الواقع الذي يلمسه ويشاهده كل أبناء شعبنا اليمني وخاصة في المحافظات الجنوبية المفترى عليها من قبل صحف ومواقع إليكترونية تدار من خارج الوطن عبر شبكة استخباراتية معادية لشعبنا ووطننا الموحد العملاق، واقع يجسد بوضوح مثل ضوء الشمس في رابعة النهار بأن مايسمى «الحراك» ماهو إلا أعمال فوضوية خارجة عن القانون والدستور وتدار بالريموت كنترول من القيادة الانفصالية الهاربة خارج الوطن منذ هزيمتها من قبل الشعب صيف 4991م. فالواقع يقول عكس ماتنشره هذه الصحف والمواقع وهي قليلة وتعمل تحت سقف الديمقراطية التي أوجدتها الوحدة المباركة.. فالمحافظات الجنوبية مثلها مثل باقي محافظات الوطن تنعم بالأمن والاستقرار والسكينة المجتمعية بعد أن تجاوز المواطنون فيها - بفضل الوحدة - عقدة الخوف والممنوعات في الحديث عن شأن الوطن بصورة صادقة.. واعتملت فيها مشاريع كانت إبان الحكم الشمولي مجرد مشاريع تتراءى في الأحلام كالطرقات والاتصالات وتوسع التعليم والخدمات الصحية. وكلها مشاريع البنى التحتية التي أولتها الوحدة وتوجيهات فخامة الرئيس علي عبدالله صالح، رئيس الجمهورية - حفظه الله ورعاه - كل الاهتمام منذ اليوم الأول للوحدة المباركة غير أن القيادة «الانفصالية» سعت وبكل الطرق والمزاعم إلى تجميد تنفيذها حتى جاء الانتصار للوحدة صيف 4991م لتشهد المحافظات الجنوبية والشرقية أكثر من غيرها من محافظات الوطن اتساعاً كبيراً في مشاريع البنى التحتية وجهداً حكومياً وشعبياً لايستطيع أحد نكرانه في تحويل عدن إلى عاصمة اقتصادية وتجارية ومنطقة حرة بدأت تعطي ثمارها لخير ونماء الوطن ولكون المحافظات الجنوبية ظلت لسنوات طويلة إبان سيطرة الحكم الشمولي قبل الوحدة لاتعرف حرية الرأي والشفافية، فإن الديمقراطية التي جاءت كرديف للوحدة قد أطلقت العنان للناس في التعبير عن مطالبهم وحقوقهم المشروعة بكل حرية دون خوف، وهو الأمر الذي استغله أعداء الوحدة والديمقراطية لتحويل هذه المطالب إلى فوضى وأعمال تخريبية وصولاً إلى الدفع بنفر قليل معروفين بماضيهم الأسود إلى القيام بأعمال إجرامية تنتهك القانون وتتخطى مفهوم وخطوط الديمقراطية، وأبرز هذه الأعمال «الدعوة إلى الانفصال» وهو ماوجدته بعض الصحف والمواقع الاليكترونية «الصفراء» مادة، أو لنقول «فرقعة» لتنفيذ أجندة أعدت وخططت في الخارج ظناً منها - أي هذه الصحف والمواقع وراسمي هذه الأجندة - أنها سوف تحدث ثقباً عميقاً في جسد الوحدة الوطنية تمهيداً لتحقيق أحلام وأهداف القوى المعادية في الخارج. وهو أمر ليس فقط مكشوفاً لشعبنا بل عمل يتطلب المواجهة الحاسمة وفقاً للقانون والدستور، وهذا مايحدث وسيحدث خاصة وأن الوحدة أصبحت اليوم الرئة التي يتنفس من خلالها شعبنا من المهرة حتى صعدة الهواء النقي بعد سنوات من استنشاق الهواء الملوث إبان التشطير.. لذلك ونصيحة لوجه الله نقول لهذه الصحف والمواقع الصفراء: اتقوا الله فالوطن لايباع ولايشترى.