قد تعطي الأحداث والأفعال الأماكن قدسية وشرفاً، وقد تسحب منها القدسية، منذ طفولتي ارتبط ردفان في مخيلتي برجولة ومقاومة، وحرية اشتراها الشهداء بدمائهم.. واليوم يحاول بعض من نزعت منهم محبة الوطن، وصاروا عبثاً محسوبين على وطن ما ضاق بهم يوماً، يحاول هؤلاء الإساءة إلى هذه الأماكن النابضة بالوطنية، وتلطيخ تاريخها وترابها معاً!. الوحدة ليست ملكاً خاصاً، ولا هي منتج طرح للتجربة، حين لم يناسب بعض المرضى أعطوا صلاحية سحبه، الوحدة ليست مسألة وقت، ولا رغبة شخصية، هي دين، بل هي صميم الدين، والاعتراض عليها أو محاولة التشكيك بها أو وأدها، منافٍ للدين ومتصادم معه. ماذا يريد هؤلاء.. وباب الحوار مفتوح على مصراعيه؟. لماذا توقظ الفتنة ونحن في غنى عنها؟. متى سيعطى هذ الوطن حقه في الأمان؟. ألا تكفي الدماء التي سالت إبان التشطير؟!. هل يحلم هؤلاء المرضى بعراق أخرى، وصومال مشابهة؟!. متى سنتفرغ للبناء، ونتجاوز المؤامرات؟!. أي وطن خالٍ من الأخطاء، وأي أرض تخلو من المفسدين؟!.. سنة الله في الكون أن يتدافع الخير والشر ويتصارعان، ولكنه صراع حضاري (ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم). هناك فساد.. نعم، وهناك مفسدون.. نعم.. ولكن في المقابل هناك مساحة واسعة.. وسقف نحسد عليه من الحرية.. فلمن ولم هذا؟. لماذا سيتحول القلم إلى «صاروخ» والكلمة إلى «قنبلة».. والله عز وجل قد منحهما سلطة أعظم وأقوى وأكثر تأثيراً ونفاذاً من هذا الشغب وهذه الفوضى..؟!. ألم يقسم الله عز وجل بهما (ن. والقلم وما يسطرون) فلماذا نلجأ إلى العنف والدمار؟. ولماذا يتعطش هؤلاء المسوخ إلى الدم والبارود، واليتم والدموع والتشرد؟!!. إن التعرض للوحدة هو تعرض لأمن الوطن واستقلاليته، ودعوة صريحة لعودة عهد الإمامة والاستعمار. هل صارت الحرية عبئاً على هؤلاء الذين يحاولون النخر في الوطن؟. لانزال دولة مسلمة.. وبين أيدينا دستور سماوي نقدسه ونؤمن به، يحتضن بين دفتيه (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا، واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداءً فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته إخواناً..). فهل نعي كل ذلك، ونجنب وطننا الملمات بعودتنا إلى جادة الصواب؟!.