لست بوارد إقرار شيء محدد يتعلق بكارثة وفاة خمسة أشخاص وإصابة اثني عشر آخرين وتضررت ثماني سيارات في حادث انزلاق قاطرة بسوق نجد قسيم بتعز..لكن الكارثة بقسوتها وتداعياتها الإنسانية والاجتماعية وحتى الاقتصادية تشير إلى أمور كثيرة في حياتنا تعكس ثقافة الاستهتار وعدم الأخذ بأسباب الحيطة والحذر.. وعندما تسفر حادثة لإحدى وسائل النقل الكبيرة عن وفاة وإصابة العشرات على هذا النحو المحزن يجب أن نسارع إلى التذكير بكيف أن من يقودون الناقلات الكبيرة يعتقدون أنهم محصنون من مسئولية حقيقة أنه كلما كانت الناقلة كبيرة كلما كانت الحادثة التي تنتج عنها ساحقة وماحقة بحكم المساحة والقوة التدميرية للحادثة..وكثيراً ما تكون حوادث الناقلات والقاطرات من شاهق طريق أو شارع..حدث هذا في نهاية شارع الزبيري بالعاصمة صنعاء وتكرر غير مرة في الشارع الذي يربط فندق شيراتون مع مدرسة عمر المختار...وهانحن نعيش مأساة كارثة بقاطرة سوق قسيم المحملة بالقمح والمتحولة من سبب للعيش إلى سبب للموت والإعاقة والدم وصراخ الثكالى والأيتام. وبصرف النظر عن تفاصيل كارثة سوق نجد قسيم فإن المؤكد أن جهاز المرور يتحمل مسؤولية هذه الثقافة التي تجعل سائقي وسائل النقل الكبيرة يقودون في الطرق الطويلة المتعرجة وشوارع المدن وكأنه لا أحد غيرهم يستخدم الطريق.. استيلاء كامل على الطريق أو الشارع..وسرعة لافتة لسان حالها كل واحد يتحمل مسئولية الاقتراب أو أخذ حقه في الطريق. انزلقت القاطرة ماذا يعني هذا..فرامل تالفة لم تجد من يصونها..أم إهمال...أم أن الأرض تزلزلت تحت دواليبها العملاقة. ومالم يكن الهدف ترشيد النمو السكاني هدفاً فإن حياة البشر ليست فسحة للعابثين..ولهذا لابد من ضبط حركة القاطرات ووسائل النقل الكبيرة وتحديد سرعتها وخطوط حركتها ومواعيد هذه الحركة!