لا أعلم إن كان يحق لي كتابة ما سأكتبه هنا أم لا.. لا أعلم إن كان يحق لي أن أبوح لكم ما تخيلته وأنا أقرأ خبر زفاف الابنة الثانية لذلك البالون المتضخم، فاقد الهوية الوطنية الخاصة به البيض.. لا أعلم إن كنت سأنسف شيئاًَ من قناعتي أم لا؟!. ولكني مؤمنة بأني لن ألوّن الحقائق.. لن أزخرف الوقائع بكلمات منافقة.. لن أصفق له وفي داخلي قلب ينزف، حين تصفحت المواقع على خبر زفاف ابنته الثانية؛ تمنيت وللمرة الأولى أن يتحول القلم إلى مشرط بين يدي فأمزق أوردته لأخرج الدم الفاسد منها!. للمرة الأولى أتمنى أن أبصق على قلب لا يمت إلى الرحمة بصلة!!!.. فلا أحد يستطيع أن ينسى فجأة، ولا أحد يكره فجأة!!. فنحن لسنا أزراراًَ للأجهزة كتلك التي أمامي الآن، وأنا أتنقل بين المواقع المتسابقة على نشر خبر زفاف ابنته الأسطوري وللمرة الثانية..!. ولو كان رجلاً عادياًَ وزوّج سبعاًَ من بناته لسبعة رجال من دول شقيقة لما كان وقع الخبر كوقع زفاف ابنته الأخيرة بأخينا وحبيبنا القطري، بعد الأولى التي زفّها إلى أحبائنا في لبنان الصامدة، وذلك لوقوفي أمام حقيقة عاجزة عن استيعابها، عاجزة عن فك رموزها وفهم طلاسمها، والتأقلم مع تفاصيلها.. على الرغم من أننا هنا في وطننا الحبيب نعيش أعمق أعماق تفاصيلها من فتن، ومحن، وبما أسموه بالحراك.... وحكايا أنت بطلها الخرافي الوحيد حين ظننت في لحظة حالمة أنك شيء مختلف، شيء لا يشبهك إلا أنت!!!.. فلا يمكن أن يقضي الواقع عليك، فكان لزاماًَ عليك أن تختنق برائحة الخرافة الميتة في أعماقك. وها نحن نعترف بنهايتك رسمياًَ لترحل باحثاًَ عن الحكاية الخرافية التي تحدثت عنها.. فلم ولن تجد بقعة تحتويك سوى الوهم العظيم المعشش داخلك.. فلا تبرر رحيلك للأنقياء الغافلين، فبعض الرحيل موت، فكيف لميت أن يمتلك إعادة الحياة..؟!. لذا قررت أن توزع فلذات أكبادك بعد أن فشلت في توزيع أرضك بسكين مكابرتك، وانتقامك، من نفسك.. وزعتهن وقسمتهن مع احترامي لأزواجهن.. وأنت تشعر بالفخر لقيامك بهذا العمل، ومتضخم بنشوة الإعجاب بما أقدمت عليه باحثاًَ عمن يثني عليك.. مغرراًَ الكل بذلك الإسراف المعلن الخادش لكبرياء وكرامة وجوع الملايين لمن أسميتهم ب"الحراك في الجنوب"... لتدفن ماضي وحضارة شعبك وأسرتك، كما كنت تريد أن تدفن من قبل حضارة وتاريخ ووحدة وطننا اليمن. فأتقنت الأدوار في التمزيق في الحالتين لتقف بكامل فرحتك في انتظار إطراء من سيمنحونك قلادة الجدارة على ذلك، متحدياً مشاعر بناتك من داخلك بقوة، متعمداً معاملتهن بقسوة، غارساًَ سهامك بكل اتجاهاتهن، وأنت مغلق أذنيك أمام صرخاتهن، فلا تسمع ولا تشعر سوى بنفسك فقط؛ كي تثأر لقصتك الخرافية التي طمرت باسم .........!!.