أليس الأذان إيذاناً للناس بدخول وقت الصلاة؟ لمن شاء أن يلبي داعي الله في وقته؟أليس للصلاة مواقيت محددة بأزمان لها بداية ولها نهاية؟ مصداقاً لقوله تعالى: إن الصلاة كانت على المؤمنين كتاباً موقوتا؟ ألسنا نعقد الصوم منذ أن نسمع أذان الفجر ونحله عند سماعنا أذان المغرب؟ وما دام الأمر كذلك فما الحكمة من ترك المزاج يتحكم في مواقيت الصلاة وعقد الصوم أو حله؟ ما دام الأذان خطيراً إلى هذا الحد.. فلماذا يوكل أمره إلى من لا يقدر أهميته ولا خطورته ولا تبعات إعلانه قبل دخول الوقت بدقائق معدودات يتراوح عددها بين بضع دقائق إلى عشرين دقيقة في بعض الأحيان عندما يستولي على مايكرفون المسجد أحد المستعجلين لأنه يريد أن يبدأ وقت القيلولة مبكراً، فأصحابه في انتظاره «والمتاكئ» محدودة العدد، وهو يريد أن يتبوأ مكاناً ذي هيئة وهيبة!! ربما يكون هذا النوع من السطو على مايكرفون المسجد ورفع الأذان قبل وقته استثناء... لكن خطورته تكمن في أننا نهزل ولا نقيد سلوكنا بالمواعيد والانضباط.. فنحن نتعامل مع أوقات الصلاة بعدم التزام أو بعدم انضباط كما نفعل تماماً في وظائفنا وأعمالنا ومواعيدنا، وأخطر من هذا هو أن يكون المؤذن الرسمي لبعض المساجد ممن يخضعون أذان العصر على سبيل المثال لحكة ضروسه، فما دامت ضروسه تحثه أن يسرع في الأذان قبل دخول الوقت، فلا مانع عنده أن يرفع الأذان قبل الأوان، ومنهم من يرفع الأذان قبل أوانه وقت الظهر استجابة لنداء معدته وأمعائه التي بدأت تتحرك بفعل تأثير الجوع، وهكذا نجد أن كل واحد من هؤلاء المؤذنين في كثير من المساجد له دوافعه الخاصة ومزاجه الخاص وقناعاته الخاصة وما دام لا يجد جهة تراقبه وتتابع التزامه أو انضباطه فما الذي يجعله يلتزم أو ينضبط؟ لذلك فإننا ننبه إخواننا القادمين إلى محافظة تعز إلى أن هناك خصوصية لهذه المدينة تجعل مسجدين متجاورين في الجحملية وصالة والعرضي وحوض الأشراف أو الشماسي ومناطق أخرى لا يعلم إلاَّ الله مكانها وعددها يرفعان الأذان في وقتين متباعدين، وإذا سألنا المستعجل منهم.. لماذا ترفع الأذان قبل وقته يقول لك حجته دون تمحيص أو مبالاة وربما تجد عنده كل مرة حجة مختلفة وكذلك هو أمر صاحبه الذي لا يؤذن إلاَّ متأخراً غير عابئ بدخول الوقت. ونرجو من إخواننا القادمين إلى تعز أن يكتموا ضحكهم، لأن الضحك في بيوت الله لا يجوز، أن يكتموا ضحكهم إذا دخلوا أحد هذه المساجد التي ابتلاها الله تعالى بنوع من المصلين، لا يستطيع الصبر أبداً فبمجرد أن تطأ قدمه بيتاً من بيوت الله حتى يبدأ يتقلقل في مكانه وينظر إلى ساعته وينادي بجرأة دون أن يشعر بالخجل: أين المؤذن؟ وإذا كان يعرفه يناديه باسمه.. بل إن بعضهم يتجه هو بنفسه نحو المايكرفون ويرفع الأذان دون استئذان أو مراعاة عدم دخول الوقت إنها جرأة منفلتة وغير منضبطة.. تجد أمثال هؤلاء يحثون على سرعة رفع الأذان وسرعة إقامة الصلاة.. وربما يتجه بعضهم ليمسك بأحد المصلين في المسجد قد تكون أنت وقد أكون أنا يقودنا بيده إلى المحراب تواضعاً منه وإيثاراً للآخر.. فإذا لمس أي تردد من جانبي أو جانبك باعتبارنا نشعر أن المحراب ليس وكالة بدون بواب.. وأن له قدسيته وله احترامه، فإذا تأخر الإمام قليلاً أو تغيب فهناك من يحل مكانه بصورة نظامية يحددها الشرع.. لكن أمثال هؤلاء لا يعترفون بذلك، لذلك تجدهم يسرعون إلى أم المصلين حتى وإن كانوا أقل الحاضرين كفاءة في أم المصلين. وإذا وجدت نفسك قد فطرت قبل غروب الشمس أو أمسكت في الصباح بعد خروج الوقت بسبب من غيم أو سحب كثيفة لأنك اعتمدت على رفع الأذان فلا تعجب واعلم أنك في تعز.