الزكاة ركن من أركان الإسلام، تؤخذ من الأغنياء، وتُرد إلى الفقراء، وهذه الفريضة تدعم الأخوّة بين المسلمين «إنما المؤمنون إخوة». فهي حق شرعي واجب الأداء على القادرين، ومع المتطلبات الاجتماعية كمتطلبات رمضان والأعياد ... إلخ؛ فإن الفقراء بأمس الحاجة إلى المال. وبعض الأغنياء يؤتون أضعاف ما يجب عليهم حباً في الله ورسوله والمؤمنين، وهؤلاء جديرون بحب الله، ويستحقون حفظه وعنايته. وكم جنب الله هؤلاء المشكلات والمؤامرات والأحساد والمكايد ببركة إنفاقهم في سبيل الله، وحبهم للمساكين والفقراء والأيتام والمحتاجين من المرضى والغارمين ... إلخ. أما بعض الأغنياء؛ فإنهم يبخلون ويحسبون أن ببخلهم سيحافظون على مالهم، وسيكثرون من ثرواتهم؛ مع أن مالهم الذي بخلوا به سيكون إلى زوال، فلا بركة مع البخل. إن البخيل يقتر على نفسه، وما يدري أنه يضع نفسه في خانة المضيعين، فما نقص مال من صدقة. وقد سمعنا عن أغنياء أثرياء أصبحوا فقراء معدمين لأنهم لم يؤدوا الزكاة؛ ولأنهم لم يغيثوا ملهوفاً، ولم يساعدوا محتاجاً، ولم يعالجوا مريضاً. وهناك أمثلة لأغنياء في مجتمعاتنا خصصوا شركات لفعل الخير، ذكرهم طيب عند الله وعند الناس، ومالهم في زيادة على الدوام. إن الزمن الحاضر يشهد نمواً في الفقر الاجتماعي، فمطالب الحياة تتجاوز إمكانات الفقراء الذين هم غالبية مجتمع اليمن. ونحن نعلم أن الدولة تعاني صعوبات، بسبب النهب للمال العام، وبسبب هذه الفتن التي يفعلها بعض الخوارج. فواجب الأغنياء القادرين أن يساعدوا اخوانهم المحتاجين هذه الأيام، وواجب العلماء الوعاظ في المساجد أن يقوموا بالتوعية. وإذا كان بعض أهل المذاهب كالشافعي لا يقول بزكاة الذهب في الحُلي؛ فإني أرجح مذهب بعض المذاهب الذين يقولون بالزكاة في ذلك نظراً للظروف التي يعانيها الفقراء.