يمكن تسميتها أيضاً بالغنائية البصرية، والأصل في التسمية مركب ثنائي مزاجه الموسيقى وكل مايقع عليه البصر، وتبعاً لذلك تكون المرئيات المختلفة محكومة بميزان موسيقي جبري، وبغنائية سابقة على الفعل الإنساني، وقد ثبت هذا الأمر من خلال جملة الظواهر الوجودية المرئية بالعين سواء كانت ثابتة كالحجارة والجبال، أو متحركة كالسحاب والأشجار والرياح ، فقد أجْلى التصوير بأجهزة كومبيوتر خاصة أن ما يبدو اعتباطي وعشوائي محكوم بموازين بصرية دقيقة، فقد ثبت أن غابة الأشجار التي نراها بالعين المجردة كما لو أنها حالة من الفوضى والتلقائية الاعتباطية انما تنتظم في سياق بصري هندسي مموسق، والحال بالنسبة للسحب السائرة والرياح العابرة .. الأمر الذي يدلل على أن ميزان المرئيات مغروس في أساس الموسيقى البصرية وتضاعيفها . غير أن الأمر يأخذ طابعاً مفاهيمياً عندما يتدخل الفنان في هذا النسق ، وهنا يمكننا الحديث عن الموسيقى البصرية بوصفها رديفة للفن، بل عن علم جمال الشكل بوصفه الرافعة الكبرى في الفنون المختلفة . الموسيقى البصرية تخُص كامل المرئيات القابلة للاستيعاب الادراكي والغنائي، وتأخذ بُعداً استاتيكياً عند الحديث عن اللوحة والصورة الفوتوغرافية، وبُعداً ديناميكياً عندما نتحدث عن المادة الفلمية المتحركة، ويمكن أن نضيف الآن بُعداً ثالثاً نُسميه البُعد التفاعلي عندما نتحدث عن الموسيقى البصرية في الوسائط المتعددة، ومثل هذه الموسيقى البصرية التفاعلية ليست غائبة بالجُملة عن السينما والفيديو، وإن كان حضورها السابق على الوسائط أقل من حيث الكم والنوع . يمكن تعريف الموسيقى البصرية بأنها جملة المرئيات المحكومة بخوارزميات رياضية جبرية مداها تآلف العناصر وتناغمها وتضادها الإبداعي .. ذلك أن قوانين الموسيقى البصرية هي ذات القوانين الموسيقية المعروفة مضافاً لها الصورة بوصفها منصة انطلاق هذه الموسيقى .