مجلس حقوق الإنسان جهة سياسية يتم انتخابه ويتمتع بقوة اتخاذ القرار اما المفوضية السامية لحقوق الانسان فجهة فنية وليس لها سلطة على المجلس. مندوب فلسطين هو من طلب تأجيل مناقشة تقرير غولدستون حول جرائم الحرب الإسرائيلية المقترفة في حق المدنيين اثناء الحرب الاسرائيلية على غزة. المندوب الفلسطيني لمجلس حقوق الانسان المنعقد مؤخراً في جنيف حاول في اكثر من تصريح تعويم المسألة وربطها بدول كبرى وبأن القرار الذي يتوقع صدوره سيكون ضعيفاً كتبرير للعبة ربما شعر الجل انه صار فيها الضحية بسرعة كبيرة . الرئيس الفلسطيني محمود عباس تتهمه فصائل فلسطينية كحماس مثلاً بأنه كان السبب وراء ترحيل مناقشة التقرير من خلال اصداره توجيهات لمندوب السلطة الفلسطينية بطلب التأجيل. عباس الذي شكل لجنة للتحقيق في ملابسات التأجيل عاد فقال :إن السلطة ليست عضواً في المجلس وإن التأجيل تم بطلب دول عربية واسلامية وافريقية. الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى قال :إن الجامعة التي تأسف لما حدث لم تحط علماً بنية او توجيهات التأجيل. امين عام منظمة المؤتمر الاسلامي قال :إن التأجيل جاء من ناحية مندوب السلطة الفلسطينية وبطلب منه. ابو خريشة مندوب السلطة الفلسطينية للمجلس يبدو انه وقع في شراك خطوة غير محسوبة او انه وهذا اقرب التوقعات غير قادر على رفض توجيهات سلطته. العامل الغربي الأمريكي والأوروبي لم يشاءا كما يبدو مناقشة التقرير الآن حرصاً على مشاعر المدللة اسرائيل وهي لأجل تحقيق ذلك يمكنها الضغط على السلطة الفلسطينية من ناحية كونها دولاً داعمة ومانحة للسلطة الفلسطينية التي تعيش شحة في التمويل. سيقول الغرب :إن المناقشة الحاضرة للتقرير ستعيق مسار السلام المراد اطلاق رحلته من قبل واشنطن وبعض الدول الأوروبية وسيكون مطلوب من الفلسطينيين حينها توفير بيئة مناسبة للمفاوضات وبالتالي البعد عن المنغصات حتى لا يرتفع مؤشر الحموضة الاسرائيلي اما ان يرتفع الضغط الفلسطيني فتلك مسألة معتادة وبالمجان كما يبدو. تأجيل مناقشة التقرير خطوة أفقدت الفلسطينيين فرصة ثمينة لكسب نصر مجاني فالتصويت بالمجلس بالأغلبية وليس بالاجماع والاغلبية كانت توفرت كما يبدو وليس من المتوقع الحصول عليها في الجلسة القادمة في مارس من العام القادم2010،ذلك ان اسرائيل لن تأخذ موقف المتفرج بل ستتحرك وتستخدم اوراقاً عديدة لإقناع المنحازين للسلطة تعاطفا او عتابا لإسرائيل في الوقت الحالي. ذهب القهر والقتل والدم الفلسطيني عن جلسة الانصاف الفلسطيني دون ثمن مناسب حتى ودون عمل مدروس يمكنه ضمان الحصول على ذات النتيجة المفتقدة خلال الجلسة القادمة. سيتبقى من التقرير نجاح خطوة التأجيل في نقل المعركة الى الداخل الفلسطيني وخروج اسرائيل من جبهة المواجهة بهذا الشأن مع تحميل الفلسطينيين كل الخسائر. التأجيل حرصاً على تحسين بيئة التفاوض، والتفاوض مربوط فلسطينياً بتوقف اسرائيل عن التوسع الاستيطاني واسرائيل ترفض التوقف ما يعني ان بيئة التفاوض غير مرتبة اساساً وأن الحقيقة الوحيدة هي خسارة الفلسطينيين فقط في صفقة البيع بالدين هذه. ستستخدم حماس ورقة التأجيل لدفع مساحة فتح نحو التقلص انتخابيا وستفقد السلطة ومنظمة فتح قوة اوراقها السابقة ويبقى التفنن في الدفاع من السلطة والهجمة من حماس عنوان الرحلة حتى مارس المقبل.