هل عدم إغلاق خزانات المياه المنزلية الموضوعة في السطوح العليا أو في مداخل وخلف المنازل والتي تعبأ إما بمياه المؤسسة عند فتحها في الأسبوع أو النصف شهر أو شهر أو بواسطة الوايتات التي ربما لا يعرف الكثير عن مصادرها ولكنها بلونها ورائحتها وعدم نقائها تعطينا الجواب عن السؤال. وهل المياه العذبة المطرية أو المعالجة هي سبب ظهور حمّى الضنك في مدينة تعز بهذه القوة والهجمة الواسعة الانتشار، أم للمياه الراكدة التي تتحول في مواسمها "أي مواسم الأمطار" وعدم تصريفها واختلاطها بالمخلفات السلعية والبشرية كما في الأسواق وبالأخص سوق الجملة للخضروات والفواكه في تعز بالتلازم مع إهمال المواطن وعدم أخذه بالبينات من الأسباب في كل مرة يحدث فيها مثل ما حدث الآن وأصاب ما يزيد على السبعمائة شخص بحمّى الضنك في محافظة تعز؟. أتفق شخصياً مع ما ذهب إليه الدكتور عبدالناصر الكباب بأن تعاون المواطن المستمر مع الجهات المسؤولة سواء في مثل هذه النائبة التي اكتسحت الأجسام الكبيرة والصغيرة وأتخمت المشافي ونشطت الصيدليات ومخازن الأدوية والعيادات الخاصة والعامة بالعشرات والمئات كل يبحث عن دواء وأسنانه تطقطق من شدة الحرارة التي تكون أو تتحول إلى برودة شديدة. فإهمال النظافة في المأكل والمشرب في المطاعم والمنازل في الأسواق وفي المؤسسات والمرافق العامة وفي أدوات الطبخ وصحون التقديم والطاولات التي توضع عليها، وقبل ذلك مطابخ ومخابز الأكلات الشعبية لا يمكن التحرر منه ما لم يتحرر المواطن من عقيدة الاعتماد على الله فقط دون الأخذ بما نهانا عنه وأكده رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم بقوله «النظافة من الإيمان». ولم نطبق - كمسلمين - شيئاً من هذا حتى في مساجدنا التي تفوح الروائح الكريهة من حماماتها وتترك فضلات الطعام في رمضان بعد الإفطار فوق سجاجيدها الجديدة والثمينة، وتكسر وتسرق حنفياتها ويتراكم البراز في جوانبها وتقلع مغالقها من الداخل. إن الوعي بالنظافة من شأنه مساعدة الإنسان نفسه ومن حوله من الأقربين وغيرهم والغالبية العظمى أدمنوا على اعتبار النظافة إما شيئاً لا ضرورة له أو أنها باهظة التكاليف نظراً لشحة المياه وتوفيراً لقيمة القات صاحب النفوذ والآمر الذي يجبر الكثيرين على تناوله في أي مكان بما في ذلك العيادات والاستراحات وخاصة في الاجتماعات التي تؤجل من الصباح إلى بعد الظهر ولا يتم بحث ما عقدت من أجله إلا بعد ساعتين تقريباً من بدئه وتختمر الأفكار وتستنبط الحلول الخيالية التي لا تغير من الواقع إلا القليل في أحسن الأحوال!!. فمن ذا الذي يستطيع تغيير نمط فهم المواطن أينما كان، في المدينة أو الريف للنظافة وأنها من الإيمان اقتداءً برسول الله صلى الله عليه وسلم وأنها حجر الأساس لمنع المرض الساري والمعدي من دخول جسمه؟!. لكن على الجهات المسؤولة البحث عن طرق جديدة فعالة ومتواصلة لتحقيق هذا الغرض من أجل الجميع.