من أول ظهور سجلته حوادث القرصنة البحرية في مياه البحر العربي وخليج عدن انطلاقاً من الشواطىء الصومالية عبر عصابات مسلحة انتقلت من البر الصومالي إلى البحر لتصَيَّد السفن التجارية والمراكب السياحية وناقلات النفط العملاقة، تعالت الأصوات محذرة من مخاطر تتهدد ليس الملاحة البحرية فقط ، وإنما أيضاً أمن وسلامة البلدان في هذه المنطقة. كان مفهوماً ومتوقعاً تماماً ان عصابات السطو والنهب سوف تفتح الباب أمام القوى الاقليمية والدولية المتنافسة لتبرير وجودها العسكري في مياه البحر العربي والمحيط الهندي وخليج عدن وعلى المدخل الجنوبي للبحر الأحمر عند باب المندب أو قريباً منه، وهو ماحدث بالفعل وباتت المنطقة مسرحاً لعشرات البوارج والأساطيل والسفن الحربية التابعة للدول الكبرى والقوى الإقليمية والدولية المتنازعة والمتنافسة. وكل طرف يسارع إلى إيجاد موضع قدم له في مساحة مائية محدودة ومهددة بماهو أكثر خطراً وضرراً من عمليات القراصنة الصوماليين وغير الصوماليين ضد السفن والقوارب العابرة والتجارية. اليوم وبعد تكدس القطع البحرية الحربية المزودة بأحدث وأخطر أنواع الأسلحة والعتاد الحربي والقتالي في المياه المحاذية للقرن الأفريقي والشاطىء الجنوبي للجزيرة العربية والخليج العربي، لم تتوقف عمليات القرصنة ولكنها تراجعت بصورة لافتة، ومع ذلك لايزال القراصنة يحظون بفسحة وإذن لتصيد الغنائم كمكافأة لهم على مايبدو، نظير خدماتهم التي سمحت للقوى الدولية والإقليمية بتبرير وجودها العسكري في هذه المنطقة الاستراتيجية القريبة من كل أحد ومن كل هدف ومن جميع خطوط التماس والالتحام !! التواجد البحري للقوى العسكرية والبوارج الحربية والسفن القتالية سوف يكون له على المدى المنظور والبعيد، تبعات سيئة وكارثية على أكثر من صعيد وباتجاه دولنا ومنطقة الجزيرة والخليج ودول البحر الأحمر بدرجة رئيسية. مامن أحد يمكنه أن يصدق بأن هذه الترسانة البحرية الحربية، التي تفترش مياه البحر العربي وخليج عدن والقرن الافريقي، إنما جاءت لمكافحة القرصنة ومواجهة مئات المقاتلين الصوماليين المغامرين والذين لايزالون قادرين على اختطاف السفن على مرأى ومسمع من الجميع ؟! قد يكون الحديث عن تهريب الاسلحة الايرانية عبر البحر إلى المتمردين الحوثيين بمساعدة السفن الحربية الايرانية المتواجدة في المنطقة، واحدة من الشواهد والاثباتات التي تنذر بالخطر والتهديد ولا أعرف ماذا نحن فاعلون. شكراً لأنكم تبتسمون