اهتمت صحف عربية و غربية يوم الخميس بظاهرة القرصنة البحرية فى البحر الاحمر التي باتت خطرا يؤرق العالم وتشكل تهديدا مباشرا للملاحة الدولية وقبلها للدول الرئيسة في البحر الاحمر امنيا واقتصاديا. وركزت الصحف المصرية واليمنية على اجتمع كبار المسؤولين بوزارات خارجية مصر والسعودية واليمن والاردن والسودان في القاهرة يوم الخميس لبحث ازمة القرصنة في خليج عدن. وأعلن المتحدث الرسمى باسم وزارة الخارجية السفير حسام زكى أنه سيتم تدارس كل الخيارات للتعامل مع أزمة القرصنة التى تصاعدت مؤخرا، مشددا على أن كل الخيارات مفتوحة . واكد حسام زكى أن الاجتماع يهدف إلى التشاور بين الدول العربية المطلة على البحر الأحمر،وجمع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر لمناقشة الوضع "الصعب جدا والغريب". وأضاف المتحدث أن القراصنة بمختلف جنسياتهم يستخدمون الأراضى الصومالية كقاعدة للانطلاق منها وسحب السفن التى يتم قرصنتها إلى داخل المياه الاقليمية والموانىء الصومالية، مشيراً إلى أن عمليات القرصنة فى البحر الأحمر تصيب الجميع بحالة من القلق على الملاحة من وإلى البحر الأحمر، لافتا إلى أن كل دولة ستطرح ما لديها من أفكار يمكن اتخاذها لتأمين الملاحة فى البحر الأحمر. مجموعة عربية الصحف السعودية الصادرة يوم الخميس جددت دعوتها لتشكيل مجموعة عربية لمتابعة ظاهرة القرصنة البحرية فى البحر الاحمر ووضع الحلول الكفيلة للقضاء عليها قبل ان تستفحل ومعرفة من يقف وراء هذه العصابات من خلال تشكيل هيئة دولية من كافة دول العالم وبرعاية الأمم المتحدة للتدخل السريع في المياه الدولية . وشددت صحف "الوطن" و "اليوم" و"البلاد" و"عكاظ" -فى إفتتاحيتها على ضرورة الضرب بيد من حديد على العابثين بأمن البحر الأحمر وخليج عدن ..معربة عن أملها فى أن يسفر مؤتمر القاهرة القادم والذي سيشهد اجتماع عدة دول في المنطقة عن الحلول الكفيلة بالقضاء على هذه الظاهرة السلبية التي بدأت تطل برأسها القبيح. فقد نوهت صحيفة "الوطن" إلى أن تكثيف القراصنة لعملياتهم والتي تجلت بخطف حاملة النقل السعودية "سيريوس ستار" ربما يكون حافزا للدول الكبرى التي ترتبط مصالحها بتأمين الخطوط البحرية للتفكير بما يتناسب مع تبديد خطر القراصنة، كما فعلت عندما تم الإجماع العالمي على محاربة الإرهاب بعد هجمات 11 سبتمبر 2001 عندما أصبح هذا الإرهاب آفة تهدد العالم بأجمعه . ومن جانبها قالت "اليوم"أن التطور غير المسبوق في منطقة القرن الإفريقي وتحديدا عند السواحل الصومالية تجاوز مرحلة القرصنة الساذجة ليصبح العالم أمام حالة جديدة ليست مقصورة على الابتزاز المادي من أجل حفنة دولارات لنصبح أمام قوة تنظيمية وبلطجة غير معهودة . وحذرت من أن أن قطاع الطرق هؤلاء ليسوا سوى واجهة سيئة، لتنظيمات أخرى ..مشيرة إلى أنه لا يمكن أبدا للعالم أن يقبل أن يتحول احد ممراته العالمية إلى محطة للسلب والنهب.. كما لايمكن أيضا النظر لهذه الحوادث على أنها فردية أو مجرد رد فعل . وبدورها دعت صحيفة "البلاد" السعودية فى أفتتاحيتها دول المنطقة الى عدم السكوت على اعمال القرصنة البحرية التي تقوم بها بعض عصابات السطو الصومالية في البحر الاحمر وخليج عدن . واشارت إلى أن الملاحة البحرية تشكل الجزء الاكبر من تجارة دول منطقة الشرق الأوسط والممرات البحرية التي ظلت آمنة لسنوات طويلة والتى بدأت في الأعوام الاخيرة تتعرض لنوع من السطو المسلح لبعض عصابات الاجرام المحترفة التي بدأت تزيد عملياتها وتقوي شوكتها وتغير في أساليب السطو التي تقوم بها من عصابات فردية بسيطة إلى عصابات منظمة تمتلك الآليات والاسلحة والخطط لتزيد من عملياتها في البحار دون محاسبة . ومن جانبها نوهت "عكاظ" إلى أن حادثة إختطاف ناقلة النفط السعودية هي نتاج لوضعية أمنية منفلتة وغير مسؤولة وتعبير صارخ عن حالة قرصنة وإرهاب جديد يتخذ من البحار والمحيطات ميادين لمعارك خاسرة وغير مأمونة العواقب ..وطالبت بضرورة صياغة إتفاقية أمنية دولية تحمي العالم من هذه الممارسات الخارجة على كل القوانين والمواثيق الدولية والقيم الأخلاقية والإنسانية . ونبهت الصحيفة السعودية إلى أنه في ظل ما يحدث في كثير من الدول من فراغ سياسي وغياب المسؤولية التي تحكم مفاصل الدولة والمجتمع أدى إلى أن تحولت بعض هذه الدول إلى حالة من الإنفلات الأمني والاجتماعي وهو ما يتمثل في النموذج"الصومالي" والذي أفرز الوضع فيه عن إختراق لبعض حدود وشواطئ الدول المجاورة من قبل المارقين والهاربين والذين لا يحكمهم أي قانون أو آلية نظم وحكم . تحرك عاجل على خطين واهتمت صحف الإمارات الصادرة اليوم في افتتاحياتها ب " قراصنة البحر الأحمر والقرن الإفريقي " .. متسائلة لماذا وصلت الحال إلى هذا المستوى الخطير في ممر مائي يعد أحد أهم الممرات البحرية في العالم وهل صحيح أن القوى البحرية العالمية التي تغص البحار والمحيطات ببوارجها وسفنها الحربية لا تقوى على منع جرائم " القرصنة البحرية " في منطقة حيوية يؤكد الجميع على أهميتها على صعد عدة . وتحت عنوان " القراصنة دولة عظمى قالت صحيفة " الخليج " .. بدأ قراصنة البحر الأحمر والقرن الإفريقي في الفترة الأخيرة خصوصا في الأيام القليلة الماضية كأنهم دولة عظمى لها أساطيلها البحرية التي تكاد تمنع الملاحة في مناطق سيطرتها ولا يقوى أحد في العالم على ردها أو صدها . ووصفت ما يقوم به هؤلاء القراصنة من قطع الطرقات البحرية والسطو المسلح على بواخر عابرة بينها ناقلة نفط عملاقة .. بأنه فعل إرهابي بامتياز والواضح أن حركتهم يتم رصدها من الجميع والموانىء التي ينطلقون منها ويعودون إليها بما " يصطادونه " معروفة أيضا وترصدها البوارج والطائرات الحربية التي تسرح في المنطقة من دون أن تحرك ساكنا حتى الآن باستثناء بعض الحالات المعلن عنها . ودعت الصحيفة لتحرك عاجل على خطين : الأول العمل الميداني لوضع حد لعمليات القرصنة وبأية وسيلة من خلال جهد متفق عليه بين الدول المعنية بأمن البحر الأحمر خصوصا .. والثاني : العمل الموازي لإنهاء مأساة الصومال هذا البلد المتروك من زمن طويل للكوارث تفتته وتلتهمه من خلال جهد عربي ودولي ينقذ أهل الصومال المنكوبين بالصراعات الداخلية والخارجية. وشددت " الخليج " في ختام مقالها الإفتتاحي.. على أن هذه القضية يجب ألا تترك فرائحة الموت تتصاعد من الصومال والقراصنة معروفة موانئهم ومرصودة تحركاتهم وبالإمكان إن توافرت النية والإرادة وضع حد لحروب وعمليات قرصنة إجرامية تنفذ في وضح النهار وعلى مرأى من الجميع. خطورة لا تقل عن عمليات القاعدة وتحت عنوان ظاهرة القرصنة قالت افتتاحية الراية القطرية ان اختطاف السفن التجارية بسواحل الصومال تحول من مجرد قرصنة بحرية عادية الى ظاهرة مقلقة للمجتمع الدولي بأسره وانها باتت أمرا لايجب السكوت عنه بعدما استفحلت وخرجت عن السيطرة رغم الحشود العسكرية لاساطيل دول حلف الاطلسي وروسيا التي أصبحت عاجزة عن مواجهة القراصنة الذين تحولوا من قطاع طرق الى قوات شبه عسكرية محترفة تملك سلاحا متطورا ووسائل اتصال حديثة. وأشارت الى ان القراصنة باتوا ظاهرة إرهابية جديدة لاتقل خطورة عن العمليات التي تنفذها القاعدة التي جعلت العالم يتحالف لاستئصالها ، مؤكدة ان المجتمع الدولي قد فشل في التعامل الجاد مع هذه الظاهرة التي تفاقمت بصورة مقلقة خلال الايام الاخيرة حتى وصل عدد السفن المستهدفة يوميا مابين ثلاث إلى اربع سفن يتم استهدافها تحت مرأى ومشهد الاساطيل الغربية التي تجوب مياه المنطقة ولا تستطيع القيام بأي عمل سوى اطلاق التحذيرات بسبب تهديدات القراصنة بإغراق السفن المختطفة اذا تمت مواجهتهم عسكريا او اذا لم يدفع لهم ملاك هذه السفن مبالغ مالية كفدية. وقالت ان الدول الغربية قادرة على مواجهة القراصنة والقضاء عليهم ولكن يبدو انه رغم وجودها العسكري لاتريد المواجهة لأمور تتعلق بها ولذلك فان على دول المنطقة القيام بواجبها لحماية سواحلها حتى لا تتحول المنطقة إلى بؤرة صراع عالمي جديد خاصة أن هناك تكالبا غربيا للسيطرة على المنافذ المائية بالبحر الاحمر وخليج عدن وبحر العرب والتي يجب أن تظل ممرات مائية عربية بعيدة عن الأطماع الغربية. أعادة التذكير بالتاريخ القديم وأولت الصحف التونسية والسودانية يوم الخميس إنشغالها بقضية القراصنة الصوماليين مبرزة أن ظاهرة خطف السفن قد اثارت القلق الدولي من احتمال وقوع عمليات للقرصنة في منطقة من أكبر مناطق الشحن إزدحاما في العالم من قبل جماعات صومالية محذرة من تنامي واستمرار عمليات القرصنة البحرية أمام شواطيء الصومال وانتقالها إلى المياه الدولية بما يشكل مخاطر كبيرة على حرية الملاحة العالمية ويعيد إلى الأذهان الذكرى المؤلمة للتاريخ القديم حين انتشر قراصنة الكاريبي ينهبون السفن ويهددون التجارة الدولية. أولت الصحف المغربية الصادرة إنشغالها بقضية اختطاف ناقلة النفط السعودية سيروس ستار على يد مجموعة من القراصنة الصوماليين قبالة سواحل كينيا يوم السبت الماضي وابرزت الصحف ان هذه العملية قد اثارت القلق الدولي من احتمال وقوع عمليات للقرصنة في منطقة من أكبر مناطق الشحن إزدحاما في العالم من قبل جماعات صومالية أضحت لها إمكانيات كبيرة للقيام بمثل هذه العمليات. وتناقلت الصحف مختلف ردود الفعل التي نددت بهذه العملية ودعت الى إتخاذ إجراءات كفيلة بحماية السفن العملاقة من القرصنة. فوضى في البحار الصحف البريطانية الصادرة الخميس تناولت القرصنة البحرية في القرن الافريقي، حيث خصصت افتتاحية صحيفة "الغارديان" للتعليق على موضوع انتشار القرصنة قرب سواحل الصومال، وسط عجز المجتمع الدولي عن التدخل بفاعلية حتى الآن. المقال، الذي يحمل عنوان "فوضى في البحار، يبدأ بتشخيص الموقف الحالي، فيشير إلى عودة ظهور القرصنة منذ نهاية الحرب الباردة، وبعد أن كانت قد اختفت بعد نهاية الحروب النابوليونية. ويضرب الكاتب مثالا على قوة القراصنة بالمعركة التي دارات أخيرا، واستغرقت 4 ساعات واستخدمت فيها المدافع الثقيلة، بين البحرية الهندية والقراصنة في خليج عدن، ثم استيلاء القراصنة على أكبر ناقلة نفط في العالم أي الناقلة السعودية التي تحمل نفطا بقيمة 100 مليون دولار. ويشير المقال إلى "مجال طموح القراصنة" وكيف تمكنوا من اختطاف 92 سفينة العام الجاري فقط في منطقة خليج عدن أي ثلاثة اضعاف ما تمكنوا من اختطافه العام الماضي. وإذا كانت معظم هجمات القراصنة وقعت في القرن الافريقي على مقربة من الأسطول الخامس الأميركي الذي يحرس منطقة شاسعة، من الخليج إلى ساحل كينيا، إلا أن هجمات القراصنة تأتي أساسا من منطقة بونتلاند في شمال الصومال وهي منطقة شبه استقلال ذاتي لا يسيطر عليها الاسلاميون حسب المقال. مخالفات أما الجانب الآخر المتعلق بالسفن نفسها والشركات المالكة لها فتتطرق افتتاحية "الغارديان" إلى المخالفات العديدة التي ترتكبها مثل التهرب من دفع الضرائب، وتشغيل عمال بأجور متدنية دون تطبيق قوانين العمل عليهم، وكيف أن السفن تساهم في تلويث البيئة البحرية بما تنفثه من عادم من الكربون وما تضخه خارجها من فضلات، وما تحرقه من وقود، دون أي التزام بالاتفاقات الدولية في هذا المجال. ويرى المقال أيضا أن شركات السفن تراهن كثيرا على ما تحصل عليه من تعويضات هائلة من شركات التأمين، وبالتالي لا تمانع من دفع الفدية التي يطلبها القراصنة. ويطالب المقال بضرورة انشاء قوة دولية متعددة الجنسيات لحماية السفن التي تعبر في المنطقة، ووضع أجهزة رادار فوق السفن العابرة، وتزويدها بحراس مسلحين. أما الضمان الحقيقي الذي يخلص إليه المقال فهو تشكيل حكومة مركزية قوية في الصومال تتمكن من وضع حد بشكل نهائي للقرصنة.