لماذا التشاؤم من إجراءات مرورية سليمة وهادفة إلى تأمين شروط السلامة الشخصية للسائقين وللركاب على السواء، وإن ابتدأ الأمر هذه المرة بحزام الأمان للسائقين فإنه يؤخذ كبداية ضرورية سعياً إلى تعميم الالتزام كسلوك حضاري يضمن فائدة مشتركة للجميع. .. من غير المفهوم أن يستخِفَّ المرء بالقواعد الآمنة أو أن يلجأ البعض إلى التهكم وممارسة التذمر حيال الحملة المرورية الجارية لتعميم وفرض حزام الأمان أو الإلزام باستخدامه؟ .. هل علينا أن نقف بالمرصاد لكل مبادرة جيدة، صغرت أو كبرت؟ وهل من الإيجابية في شيء أن نتصيد الإيجابيات ونصورها بغير عدسة الحقيقة، وكأنها باتت سلبيات كما تخوض وتجادل بعض الكتابات والآراء المتحاملة؟! .. الإحصاءات المتداولة في أكثر من بلد ومنطقة في العالم تؤكد أن الإجراءات الصغيرة أو التي تبدو صغيرة كربط واستخدام حزام الأمان في السيارات والمركبات ساهمت إلى حد بعيد في التقليل من نسبة الخسائر البشرية في الحوادث المرورية المؤسفة. .. والعالم لا يلتزم بهذه السلوكيات كنوع من الترف أو التقليد، بل لأنه مقتنع تماماً بجدوى وفائدة هذه الإجراءات وشروط السلامة، ولأن هناك أكثر من ضرورة ومصلحة عائدة على الأفراد وعلى المجتمع ككل. .. علينا أن نحترم حقنا وحق الآخرين في الحياة والأمن والسلامة الشخصية، ولن نفعل ذلك مالم نحترم القواعد والأنظمة المرورية المجرَّبة والمعمولة في جميع بلدان العالم؛ لأن السلوكيات الخاطئة التي تعارفنا عليها تقاوم التغيير ولا سبيل لنا إلى التخلص منها ومن كافة العادات السيئة إلا بالإلزام القانوني والصرامة في تطبيق الأنظمة. .. أعداد الضحايا التي تخلفها الحوادث المرورية في اليمن كارثية وتدق ناقوس الخطر والاستغاثة، وتعتبر من أكبر معدلات الكوارث البشرية الناجمة عن الحوادث المرورية مقارنة بدول الجوار أو غيرنا من دول العالم. .. هذه المآسي والخسائر اليومية يجب أن تتوقف، وهي لن تتوقف من تلقاء نفسها وإنما بامتثال واحترام شروط السلامة، ومنها الصيانة الدورية وتجنب السرعة الزائدة واستخدام حزام الأمان والامتناع عن استخدام الهاتف النقال أثناء القيادة، إضافة إلى شروط أخرى تتعلق بسلامة المركبة وسلوك المستخدمين. .. تحرك إدارة المرور باتجاه تعميم السلوكيات الآمنة هو تحرك إيجابي وإن تأخر عن وقته، إلا أن الأمر يُستدرك. شكراً لأنكم تبتسمون [email protected]