لا يختلف يمنيان حول صعوبة المرحلة التي يمر بها النظام الديمقراطي في بلادنا، باعتبارها الزمني والموضوعي واختلافها عن سابقاتها شكلاً ومضموناً ومواجهة وميادين ووسائل وفرقاء. في المراحل والمعارك السابقة واجهت التجربة الديمقراطية اليمنية احتقانات ومنعطفات قلق سياسي سرعان ما ينحسر الخلاف ويذهب كل بغنيمته وما استطاع احرازه في تلك المعركة من مصالح ومقايضات، يتم تسوية القضايا والاختلافات والتباينات الحزبية والسياسية بطرق ووسائل كانت تضمن إلى حد ما استمرارية الحوار والتشاور والتراشق الإعلامي بالتهم والإسقاطات أحايين أخرى. أما الأزمة السارية المفعول التي تحملها اللحظة الحرجة والأزمة المتفاقمة في أكثر من اتجاه، فشكلتها أوجه وميادين وفرقاء وانتهازيون وفاسدون ومتنفذون ووكلاء حزب ومجتمع صامت وقراصنة ومتربصون ومتسولون وشامتون وتجار شنطة ومتفرجون ومشائخ السوبرمان ومراهقو السياسة وجحافل النازحين ومقاولو القاعدة ووسطاء العمليات الانتحارية والاختطافات. تكالب الجميع بمساعدة مرتزقة الداخل والخارج على النظام الديمقراطي اليمني بغية إيصاله إلى الفشل في مؤامرة غير مسبوقة، مع أنه كان المتنفس الأول والوحيد لكل هؤلاء، خرجوا من مخابئهم وطغيانهم وقبائلهم ونهمهم المادي حد البذخ القاتل. اعتقدنا أنهم سيكونون عوناً وحراساً وحماة للتجربة الديمقراطية، يثرونها بالممارسة والإضافة يوسعون أفقها بالوحي والفكر والثقافة والحوار والكلمة الطيبة والمنافسة الأخلاقية في الساحة السياسية وتنمية المجتمع ورفع مستوى وعيه الثقافي، الاقتصادي، الاجتماعي، السياسي والوطني. سلسلة من الهموم والمنغصات تتكالب على الديمقراطية اليمنية، وعلينا جميعاً أن نسارع لإنقاذها من هذه المنعطفات القاتلة ودعوات الفشل والارتهان، المجتمع والدولة، الحزب الحاكم والمعارضة، كل الشرفاء ورجال الحكمة والإيمان والإصلاح والتغيير، الجميع مطالب بأداء الواجب الوطني المقدس تجاه التجربة الديمقراطية اليمنية حتى لا يصل بها الشطط والمكابرة والذاتية إلى المربع الخاسر، عندها لا ينفع الجماهير اليمنية الخطب والبيانات والتباكي في دهاليز المقرات الحزبية والمقايل السفسطائية للمحششين. ثمة اختبار صعب وتكالب لا أول له ولا آخر على اليمن ونظامه الديمقراطي قصد إفراغه من محتواه وعناصر قوته، ومن ثم تحويله إلى شكل ممسوخ من المفردات والوجوه والمتناقضات. بالله عليكم جميعاً «السلطة والمعارضة» لا توصلوا تجربتنا الديمقراطية إلى محرقة الفشل والتلاشي؛ لأنها أحد الثوابت الوطنية، وهي مكسب وطني لكل الشرفاء من أبناء اليمن، ليست ماركة مسجلة لشخص أو حزب أو منطقة أو قبيلة، الاستهان بها أو الالتفاف عليها وإفراغها من عناصر قوتها جريمة في حق اليمن واليمنيين لن يغفرها التاريخ. النظام الديمقراطي صمام الأمان لليمن، به سيكون التغيير، وبه يصبح الولاء بعد الله ورسوله للوطن وليس للأشخاص والأحزاب. لتكن مصلحة اليمن الأرض والإنسان فوق كل المصالح، تنتهي كل التباينات والمزايدات عند مصلحة الوطن، فرقاء السياسة في بلادنا شركاء في التطوير أو التدمير، مثلما هم جميعاً «السلطة والمعارضة» شركاء في الحوار والتغيير والحرب والسلم والحفاظ على النظام الديمقراطي التعددي الناضج أو النكوص والتعثر والردة العصبية عن التطور والنهوض والحياة والأمانة. [email protected]