يسألني طالب السنة الأولى في كلية الإعلام أريد أن أكون كاتباً صحفياً متميزاً في المستقبل ماذا أفعل..؟ ومن واقع كل قراءاتي لإجابات مثل هذا السؤال لم أجد إجابة شافية رغم مايقال عن الموهبة المصقولة بالدراسة والقراءة المستمرة حتى قال أحدهم: إن عليك أن تقرأ مائتي صفحة كلما أردت كتابة عمود من مائتي كلمة.. ترى مَن منا يأخذ بهذه التوصية؟ } وسألني أيضاً.. هل يكتب الصحفي المتمكن كتابات جيدة دائماً.. قلت: لا.. إن صاحب القلم المقروء قد يكتب كتابة متواضعة لكنها لا تنفي عنه الإجادة.. على عكس المتطفل والدخيل الذي يعيش جواً من عدم التقييم لما يكتب فيظل عند حاله.. وجميعنا يحتاج إلى التقييم المستمر لما يكتب والقلق الدائم عند الكتابة.. ذلك أن من القراء من يمتلك رؤية نقدية نافذة يجعلك تعد إلى الألف قبل أن تقدم على كتابة شيء. } الكتابة تواضع وقلق.. التواضع يرفعك، والغرور تعالياً على الموضوع يهبط بصاحبه من شاهق إلى واد غير ذي زرع. } متى تكتب ..؟ كل كاتب وله طقوسه الخاصة في الكتابة البعض فجراً والآخر مساء وثالث يحتاج إلى هدوء ورابع إلى ضجيج.. وخامس في المكتب وسادس في بيته وسابع وثامن وتاسع وعاشر عندما يفعل القات مفعوله. } غير أن كل كاتب يحتاج إلى شحنة انفعالية لحظة الكتابة.. لكن الانفعال هو الآخر يحتاج إلى ضابط.. ضابط عقل وليس ضابط شرطة..!