كُتب الكثير والكثير حول البضائع والمنتجات المختلفة التي تغرق أسواقنا سواء كانت منتجات صناعية أم زراعية أم غير ذلك من المواد التي تدخل أسواقنا دون رقيب. أقول ذلك لأن الكثير من المنتجات لا تأتي إلينا وهي معلومة المنشأ وهو أمر يعتبر من الشروط الأساسية للاستيراد. وأستطيع القول: إن معظم المواد والمنتجات التي تغرق بها الأسواق اليوم مجهولة المنشأ ولا ندري أسباب تجاهل ذلك من قبل وزارة التجارة والصناعة باعتبار ذلك من مسئولياتها.. فمثلاً هناك مواد غذائية مستوردة ولا يرى عليها اسم البلد والمصدر كما أن العلاجات هي الأخرى، فالكثير منها لا تجد عليها اسم البلد المصنع لها وهكذا مواد قطع غيار السيارات والمضخات وغيرها من قطع الغيار وهذا يجعل المرء منا يشك في صحة وسلامة ما يصل إلينا من هذه المنتجات. والأدهى من ذلك هو أن البعض يقوم بتزوير بلد الصنع على المنتج وهو مغاير للحقيقة بغرض الترويج لبضائعهم والاستفادة من رفع أسعارها ومثال على ذلك أن البعض منهم يضع علامة صُنع في اليابان بواسطة الآلات التي يمتلكونها بينما تكون السلعة مصنوعة في بلد آخر وبأقل جودة وأرخص ثمناً، ومانخاف منه هنا هو ما نستورده من الدواء والغذاء والذي قد يهدد الصحة العامة للناس ولهذا يستوجب على وزارة التجارة والصناعة التحري وفرض الرقابة المشددة والزام المستوردين أن يلتزموا بشروط الاستيراد بإبراز اسم بلد المنشأ واتخاذ العقوبات لمن يخالف ذلك حماية للمستهلكين. والحقيقة التي يعلمها الكثيرون والتي تناولتها بعض أجهزة الإعلام أن كثيراً من الأدوية المزورة تدخل إلى البلاد وتباع في مخازن الأدوية وبأسعار مرتفعة وبهذا يكون المواطن قد خسر ماله وصحته في وقت واحد. كل بلدان العالم لديها مختبرات في كل المنافذ التي تدخل منها كل المواد المستوردة لفحصها مخبرياً والتأكد من سلامتها وجودتها ومدى توافقها مع الشروط المطلوبة، لذلك نأمل من الجهات المسئولة في بلادنا أن تحذو حذو تلك البلدان وهذا لن يكلفها الكثير،وتكون بذلك قد أدت أهم واجباتها. وفي اعتقادي هنا بأن المواد المجهولة المنشأ تدخل عبر التهريب ولا يمكن أن تدخل عبر الطرق المشروعة وهنا تخسر الدولة الكثير من الأموال التي كانت ستجنيها إذا دخلت عبر الجمارك، ولابد من وضع العقوبات الرادعة والجريئة التي تضع حداً لعمليات التهريب على أن تتوفر الإرادة القوية لفعل ذلك وألا يعلو أحد على القانون مهما كانت مكانته ومركزه ومصلحة البلاد فوق كل المصالح الضيقة.. فهل سنلمس ذلك؟.