أزمة الغاز مع استمرارها يبدو أنها خرجت عن نطاق سيطرة السلطة المحلية في محافظة تعز كما خرجت في عدد من محافظات الجمهورية. ماذا بعد أن أصبحنا نشاهد سلسلة طويلة من الطوابير ليس من الأطفال أو الشيوخ بل من النساء اللاتي يصطفين ساعات أمام وكالات بيع الغاز المنزلي في عدد من أحياء المدينة بعد قيام أصحاب الوكالات بإخفاء المادة وبيع الجزء الأكبر من حصص مديريات مدينة تعز إلى القرى والعزل وبأسعار خيالية.. لنجد محلاتهم مغلقة بالضبة والمفتاح. الأزمة هم يومي يؤرق الناس جميعاً وإذا نظرت إلى وجوه المواطنين سوف تلاحظ عليها الارهاق الشديد جراء انتظار قد يصل إلى أيام للظفر باسطوانة وبسعر يضاعف السعر الرسمي. الطفل لايذهب إلى المدرسة وربة الصون والعفاف واقفة في طابور طويل مع أخواتها وسي السيد يضرب بيديه أخماساً بأسداس غير مستوعب الأزمة الخانقة التي يفتعلها تجار السوق السوداء وغير مستوعب كذلك أن يجد كل من يعيش في بيته حالة استنفار قصوى في البحث عن الاسطوانة الملعونة. الملاحظ في قرى محافظة تعز أن الأزمة لم تصل إليها بعد فالغاز هناك(بور) ليس بالسعر ولكن بتوفرها وبكميات قد يعتبر احتياطياً يغطي احتياجات المدينة.. ليجد المواطن الغلبان نفسه مكرهاً يتوجه إلى القرى وشراء اسطوانة الغاز بأي ثمن بدلاً من«البهذلة». حتى الآن لم نسمع شيئاً يلوح في الأفق لوضع حد لهذا التلاعب والتحدي الساخر لأجهزة الضبط والرقابة.. إن مانسمعه أشبه ب«المغني جنب أصنج» قرارات رادعة شديدة اللهجة لو تليت على حجر لقصمته إلى نصفين وفي الأخير لاتردع ولاتنطح أحداً سوى المواطن الغلبان الذي يجد نفسه يدخل دوامة لا نهاية لها. في إب نسمع أن القاضي أحمد عبدالله الحجري محافظ المحافظة يشدد على ضرورة الاسراع في تنفيذ المشروع الاستراتيجي لخزانات احتياطي الغاز حتى تتمكن المدينة من مواجهة أي أزمة طارئة وليس مفتعلة كما هو في تعز. ونحن في الحالمة اكتفينا بحلول تقدمها محطة تعبئة الغاز الرئيسية ولم نسمع عن مشروع يوفر احتياطياً للمدينة ذات الكثافة السكانية الكبيرة.. الغريب في الأمر أن شركة الغاز أول ماتحدث أزمة نتيجة تقطعات لقاطرات الغاز في طريق مأرب صافر بحسب تصريحات وزارة النفط والغاز تنعكس آثارها السلبية على المواطن وتغلق المحلات أبوابها في وجهه العبوس. وكأن الشركة تبيع بطريقة”الشحاري” كيلو رز ورطل سكر.. ألا يفترض أن يكون لهذه الشركة مخزون احتياطي يغطي المدينة لشهور وليس لساعات كالحاصل مع أية أزمة تلوح في الأفق المؤسف أن الأزمة تمر عليها أيام وتحل وتظل المشكلة عالقة في مدينتنا فمن إذن المستفيد من هذا التلاعب ولصالح من رفع الأسعار ليصل سعر الاسطوانة إلى (1500) ريال وإلى أي جيوب تذهب مئات الملايين فارق سعر أبناء تعز عبروا عن استيائهم “بالقرع” على اسطوانات الغاز حتى تصحوا ضمائر مسئولي الجهات المعنية إلا أن صوتها لم يصل إلى آذانهم فكيف لها أن تصل وهم نائمون في العسل .