الانتفاضة الأولى والثانية وانطلاق الثالثة تعبر عن الشعور بالإحباط ومرارة الذل والهوان الذي يلاقيه أهل فلسطين من زعماء فلسطين وإخوانهم الزعماء العرب. اليهود يقومون بطمس كل ماهو عربي إسلامي، وقريباً سوف ينسفون الأقصى وقبة الصخرة, فماذا سيفعل العرب..؟ لقد فعل اليهود أكثر من ذلك نسفوا البيوت على أصحابها وقتلوا الفلسطينيين وقلعوا مزارعهم واغتصبوا نساءهم, وسموا آبارهم، وأضافوا إلى آبار الشرب علاجات تمنع الخصوبة لاجتثاث النسل الفلسطيني.. فما صنع العرب وإخوانهم الفلسطينيون؟ لقد ضحكوا على ياسر عرفات حينما أوهموه بالسلام وصنعوا له مطاراً صغيراً يستعرض فيه حرس الشرف عندما يأتي إلى رام الله وفد أجنبي, ثم لما صدق عرفات هذا الوهم حاصروا مقر إقامته, بل إنهم جوّعوه ومنعوا عنه الطعام والعلاج والوفود, وضربوا المطار ودمروا أحلامه (الصغيرة) وتآمروا عليه وقتلوه مسموماً!! زعماء فلسطين يمثلون الآن أدواراً, بينما فلسطين تضيع ومقدساتهم ومقدساتنا تنتهك، وبينما يكسر اليهود بالحجارة أيدي أطفال الحجارة من جديد يستقبل رئيس أمريكا رئيس وزراء الكيان اليهودي الغاصب ليقول له إن أمريكا هي اسرائيل واسرائيل هي أمريكا. وتقول زعيمة الأغلبية في الكونجرس إن الديمقراطيين والجمهوريين في الولاياتالمتحدة متفقون تماماً على حماية اسرائيل بلد الديمقراطية والعدل والمساواة في الشرق الأوسط. أما زعماء فلسطين فهم مختلفون، وكنا نطمع أن يقولوا لشعبهم ولنا الحقيقة أنهم مختلفون على تقاسم الأموال وتبييضها في بنوك سويسرا والارتهان للأجانب, وكيف أنهم لم يكشفوا الخونة الذين يسرقون الشعب الفلسطيني, ويمدّون اليهود بأسماء المقاومين ويحددون لهذا الكيان (إحداثيات) خطيرة تقضي عليها الطائرات الاسرائيلية ليل نهار. نريد أن نعرف جميعاً من هي القيادات الفلسطينية على وجه التحديد, فلقد تعبنا كلاماً وشبع الفلسطينيون مؤامرات.