المرأة الهوائية نموذج صعب أشبه ما يكون بالهواء، فالهواء يكون عاصفاً أحياناً، وناعماً منساباً بنسمة عليلة في أحايين أخرى .. ساخناً طوراً، وبارداً طوراً آخر. الأساس في صفة الإنسان الهوائي إنه متقلّب، والمرأة الهوائية متقلبة المزاج .. ملولة.. محبة للتغيير.. تميل إلى الكذب بأشكاله البيضاء والسوداء ، فالكذب الأبيض هو ذلك الكذب الحميد الذي لا يضر ولا ينفع، والكذب الأسود هو الكذب البواح، لكن الصمت أفضل منهما بالتأكيد، وقد قال الحكيم قديماً : ما كُل ما يُعرف يُقال، ونقول إن المرأة الهوائية لا تحسن الصمت والسكوت، بل الكلام المجاني الذي يضعها في مآزق جمة ويفقدها الثقة. الهوائية تجيد اللعب على كل الحبال، وتتوهّم أنها تضحك على الجميع، لكنها في نهاية المطاف تضحك على نفسها لأنها تقع بشرور أعمالها. الهوائية زوجة مُقْلقة، لكنها قد تنال حظوة الزوج وحبه في حالات معينة عابرة، وهي هنا كالنسيم العليل الذي لا يأتينا إلا في أحوال خاصة، وإذا ما اقترنت هذه المرأة بزوج مائي عصفت به وآذته، وإذا ما اقترنت بزوج ترابي أثارته وأرهقته، وإذا ما اقترنت بزوج ناري أثارت براكينه وأشعلت نيران غضبه المتفجر، وربما استغلت ذكاءه المفرط لتوقعه في الأخطاء الجسام ، غير أنها إذا ما اقترنت بزوج هوائي مثلها مادت بها الأرض، وأرهقتها الأيام، ذلك أن الهوائي الرجل يتوفّر على مُقدمات اجتماعية وسيكولوجية تجعله يسابق الريح أكثر منها، ويفوز عليها في ماراثون التنافس الرديء على إعادة إنتاج الخصال الواحدة لزوجين لا يتعايشان مديداً . لا تخلو المرأة الهوائية من ذكاء مقرون بقدر وافر من البراغماتية الحياتية، خاصة وأن لديها موهبة إقناع الآخرين، وتوريطهم فيما يدركون وما لا يدركون، وجرجرتهم إلى مرابع قناعاتها الخاصة، غير أن هذه السجايا التي تبدو حميدة في ظاهرها تنعكس سلباً عليها وعلى أبنائها الذين يرضعون مع حليب أيامهم الأولى هذه الصفات، ولعل وجود زوج من طبيعة مُغايرة يساعد على موازنة الأُمور في البيت العائلي، وتحميل الأطفال خصالاً مزدوجة تكون عاملاً من عوامل انعتاقهم .