للنساء طبائع ككل البشر، فالطبائع قاسم مشترك أعلى بين الناس بغض النظر عن جنسهم وألوانهم وأعراقهم، وهذا هو الحال بالنسبة لنساء العالم اللائي يجتمعن عند حدود المعاني الدالة على الطبائع الأساسية. قيل قديماً إن طبائع البشر مستمدة من الطبيعة، فمن الناس من يمتلكون طبيعة الماء، والبعض الآخر يمتلكون طبيعة الهواء، وهنالك ذوو الطبائع النارية والترابية، وهذه الطبائع بجملتها لا تبدو على حال واحدة بل بأحوال متدرجة، فالناريون ليسوا جميعاً على نفس القدر من حدة الطباع، والهوائيون ليسوا جميعاً على نفس القدر من المخاتلة، والمائيون ليسوا بدورهم على نفس القدر من المرونة، والترابيون أيضاً ليسوا على ذات المقام من الطيبة . تتجلّى هذه الطبائع عند المرأة بصورة أكثر وضوحاً، فالمرأة ذات الطبيعة الهوائية تكون ماكرة مُخاتلة تجيد المراوغة والتثعلب ولا تقرن أقوالها بأفعالها، والمرأة ذات الطبيعة المائية تتّسم بقدر كبير من المرونة، وتمتلك مواهب استثنائية في التعامل مع المتغيرات، ولهذا السبب تنجح مثل هذه الإنسانة المائية في حياتها الزوجية والعملية، والمرأة ذات الطبيعة النارية قد تنجح في ترويض زوجها وأطفالها، لكنها تدفع في نهاية المطاف ثمن استبدادها وتعاملها المركزي مع من يحيط بها. هذه المرأة وإن كانت صادقة فيما تفعل، وموهوبة في ذكائها، إلا أنها تفقد مزايا هذه الخصال بسب إشعار الآخرين بالتبعية لها. أما ذات الطبيعة الترابية فإنها من الطيبة والتفاني حد الغباء، ولهذا السبب تصبح هذه المرأة ضحية الرجل الهوائي الذي يجيد الكذب واللعب على كل الحبال، وإذا ما اكتشفت الحقيقة ذات لحظة من أزمنة التعايش فإن انتقامها يكون شديداً عاصفاً وغير متعقل، ولهذا السبب على الرجل المتزوج من المرأة الترابية الصابرة الكادحة أن يعرف أن غضبها نابع من إحساس بالقهر والخيانة، ولهذا يكون انتقامها شديداً ومدمراً . الطبائع المستمدة من الوجود أصل أصيل في الخلق، فالله تعالى خلق آدم من تراب معجون بالماء والهواء والنار، فمنحه الحياة والنور الذي يهتدي به، ومن آدم خلق الله حواء، وهكذا أودع الله في الخلق أسرار الكون والطبيعة، وجعل الإنسان في خيار، لأنه ممنوح بالعقل الذي يفرق فيه بين الخير والشر، والصواب والخطأ . المرأة تُجسد هذه الأبعاد بطريقة دائرية لأنها تشتمل في ذاتها ومشاعرها وسلوكها على معطيات الوجود بتنوعها، ولهذا كانت المرأة حاضناً كزوجة وأُم .. كادحة في دأبها وحرصها على عشها الزوجي وبيتها العائلي.. حسّاسة في تعاملها مع التفاصيل مما يجعل ميزان الحياة مستقيماً، فبدونها تصبح الحياة ضرباً من العبث، وبدونها لا يستقيم الأمر .