يستعد ناشطون من عدة دول عربية وإسلامية وأجنبية هذه الأيام لتسيير قافلة مساعدات لسكان قطاع غزة المحاصر..وتقول بعض المصادر إن القافلة ستتكون من عدد من السفن مختلفة الأحجام تحمل عشرات الأطنان من المواد الغذائية والطبية والمعدّات والأجهزة المساعدة للمعاقين حركياً بسبب عدوان عام 2009م الذي استمر ثلاثة أسابيع ولم يترك شيئاً إلا ودمّره بالمتفجرات والغازات المحرمة دولياً. وكانت مجموعة من النساء اللبنانيات بالاشتراك مع مواطنات ناشطات من دول الخليج وبعض الدول العربية قد أعلنت قبل ثلاثة أسابيع أنها أوشكت على استكمال الاستعدادات للتوجه إلى شواطئ غزة بعدد من السفن تتقدمها السفينة “مريم”. وأنهن أشعرن الأممالمتحدة ومنظماتها والدول دائمة العضوية في مجلس الأمن بما ستحمله السفن، وعداد النساء، وجنسياتهن ومراكزهن السياسية والاجتماعية والإنسانية؛ لكي تتولى إبلاغ السلطات الاسرائيلية بذلك، والحصل منها على موافقة بالوصول إلى غزة وضمان سلامتهن، والامتناع عن استخدام العنف ضدهن، أو مصادرة حمولة السفن كما حصل لقافلة الحرية “واحد”. وبدورها أعلنت اسرائيل عزمها على عدم السماح لأية قافلة أو مساعدات إنسانية، وستطبّق نفس الخطة التي بموجبها اقتادت سفينة “مرمرة” التركية إلى ميناء اسدود وهي غارقة بدماء الشهداء الأتراك التسعة والجرحى الذين زاد عددهم عن المائة بينهم عدة ناشطين أجانب. وشهدت على ذلك الصحافية الأمريكية الشهيرة “هيلين توماس” التي تعهدت بعد عودتها إلى بلادها بمواصلة نشاطها الإنساني برفقة قوافل أخرى، معبّرة عن نفسها وعن أمثالها من الشعب الأمريكي الذي يتململ من النفوذ اليهودي في الولاياتالمتحدة، ويتسبب في تدهور علاقات هذه الدولة بالدول العربية والإسلامية بسبب التعصب والانحياز الرسمي الأمريكي مع اسرائيل في كل ما تفعله وترتكبه، مخالفة بذلك ميثاق وقوانين الأممالمتحدة. الشيء الجديد في القوافل القادمة هو أن الأولى ستنطلق من لبنان، وهي مكونة من سفينتين عرف اسميهما في حينه، ومعظم من عليها عربيات لبنانيات وخليجيات ويمنيات ومصريات وسوريات وأردنيات، وربما أيضاً مغاربيات وأفريقيات غير ناطقات باللغة العربية. وهذه أول مرة يشترك فيها ناشطون وحقوقيون وسياسيون عرب وبأعداد كبيرة في مهمات إنسانية انتظرها الفلسطينيون المحاصرون طويلاً، ودعوا إخوانهم إلى كسر الحصار؛ فلبّى غيرهم النداء وعلى رأسهم “جورج جالوي” النائب البريطاني السابق الذي أعلن عقب العدوان الاسرائيلي على قافلة “الحرية واحد” بأنه ومعه مجموعة من الشخصيات البارزة في القارات الخمس سيحرّكون في موعد لم يحدد حوالي مائة سفينة تحمل كل أنواع السلع ومواد البناء لإعادة إعمار غزة، وأنهم لن يهابوا التهديدات الاسرائيلية باعتراضهم واعتقالهم في المياه الدولية مهما بعدت عن شواطئ غزة وفلسطين المحتلة عام 48م التي تُعرف اليوم ب«اسرائيل». وكعادته وجّه هذا النائب الشجاع ومعه “هوجوتشافيز” رئيس جمهورية فينزويلا نداء إلى العرب بأن يكونوا في المقدمة لكسر الحصار، وأن يقتدوا برئيس نيكاراجوا الذي قطع العلاقات مع اسرائيل، وتداعى معه رئيس دولة مجاورة باستدعاء سفير بلاده من اسرائيل احتجاجاً على عملية الهجوم البربري على سفينة “مرمرة” وقتل عدد من المدنيين المسالمين بما يكفي لقتل ألف شخص من الرصاص!!. فهل استمع إليه القادة العرب خاصة الذين لهم علاقات دبلوماسية وتجارية واقتصادية مع اسرائيل، وماذا سيكون ردّهم أو تجاوبهم؟!. سنرى ذلك في المستقبل الذي لن يطول.