أكثر من 7000 جمعية ومنظمة أهلية تم منحها رخصة مزاولة العمل في ما يسمى بالمجتمع المدني من قبل وزارة الشئون الاجتماعية والعمل. هذا الكم الكبير من الجمعيات والمنظمات الذي وصل إلى رقم لا يتناسب وحقيقة العمل المدني ميدانياً يضع الكثير من علامات الاستفهام حول طبيعة عمل هذه المنظمات وأهدافها خصوصاً ان الكثير منها بدأ يمارس أعمالاً مشبوهة تضر بالوطن وسمعته. منظمات المجتمع المدني الغرض منها المساهمة المجتمعية في حل قضايا الناس الاجتماعية والعمل كمساهم مع الدولة والحكومة في معالجة المشاكل الاجتماعية والاقتصادية, وتقديم الآراء والمقترحات المناسبة في حلحلة مثل تلك المشاكل. إلا أن بعض المنظمات تحولت إلى خصوم للحكومة, والأخرى تتماهى مع سياستها دون إبداء رأي أو مشورة, وهو ما أفقد هذه الجمعيات دورها الحقيقي في تقديم رسالتها الاجتماعية والمدنية. إن خلق مجتمع مدني قوي قادر على تحقيق شراكة مجتمعية متميزة لا يأتي إلا من خلال منظمات وجمعيات مدنية حقيقية تؤمن بأهداف عملها وتسعى لتحقيقها من خلال ضوابط ورؤى وطنية. وتتنوع أنشطة هذه المنظمات والجمعيات باختلاف طبيعة عملها, لكنها يجب ألا تختلف في أهدافها الوطنية وتقديم رسالتها المجتمعية في نشر ثقافة التسامح والمحبة والإخاء ومحاربة كل الأفكار الدخيلة على مجتمعنا من ثقافة متطرفة وأفكار مناطقية تجاوزها مجتمعنا منذ آلاف السنين. وحدها بعض الجمعيات الخيرية استطاعت تقديم خدماتها للمجتمع عبر العديد من الأنشطة الخيرية تبدأ بمساعدة الفقراء والمحتاجين وتمتد إلى التنمية البشرية والتأهيل والتدريب, والقليل منها تمكنت من تحقيق نجاحات رائعة وأسهمت في تحقيق تنمية اجتماعية واقتصادية لأنها فهمت طبيعة المرحلة وحاجة الناس, وعملت بالمثل الياباني (لا تعطني سمكاً ولكن علمني اصطياد السمك) فإكساب الشباب والفتيات مهارات العمل والإنتاج أفضل ألف مرة من منحهم مساعدات مالية أو شملهم بالرعاية دون تأهيلهم. الجمعيات الأهلية هي أدوات التنمية الحقيقية لقربها من الناس والمجتمع, وإذا ما عدنا إلى الماضي فإننا سنجد أن ثقافة المجتمع المدني كانت سائدة في الماضي القريب بصورته الأجمل عبر إقامة الأربطة الطلابية التي كانت توفر لطلاب العلم كل أسباب الراحة لتحقيق النجاح وخدمة العلم. يمكن أن نضع أمام وزارة الشئون الاجتماعية والعمل مقترحاً بسيطاً وهو أن تضع شرطاً لمنح أو تجديد أي ترخيص لجمعية أهلية ويتمثل بمحو أمية (100) شخص وتدريب وتأهيل (10) أشخاص, عندها سنقضي على الأمية وندرب نصف المجتمع. جمعية (بناء) خطوة على الطريق الصحيح تم افتتاح سكن للطالبات بسعة (100) سرير وسكن للطلاب بسعة (60) سريراً, وفي المبنيين تجهيزات مميزة للتدريب والتأهيل وهما أول سكن جامعي يتم إنشاؤه من قبل الجمعيات الخيرية في محافظة تعز بدعم من الأشقاء في قطر.. فشكراً لجمعية بناء للتنمية الإنسانية.