بدأت الإجازة الصيفية ومعها بدأ الطلاب والطالبات في عموم محافظات الجمهورية مرحلة الفراغ السنوية، والتي تعد من أهم المراحل التي تؤثر سلباً أو إيجاباً في مستقبل الطلاب والطالبات ,فهناك الكثير منهم يستغلون هذه الإجازة في مجالات غير مفيدة، ومن ذلك الانخراط في صفوف رفاق السوء ومغازلة عيدان القات والإدمان عليها، وهناك من يبدد فترة الإجازة الصيفية في النوم والكسل نهاراً وفي السهر حتى ساعات الفجر الأولى في ظل غياب الاهتمام والمتابعة الأسرية. والكارثة الأدهى أن البعض يجد نفسه خلال هذه الإجازة فريسة سائغة للحركات والجماعات المتطرفة التي تقوم باحتوائهم وتلقينهم أفكاراً متشددة ومتطرفة تقودهم إلى السقوط في منزلق الإرهاب والإجرام فيهددون الأمن والسكينة العامة ويعطلون مسيرة البناء والتنمية ويعيثون في الأرض فساداً , وأمام الأهمية التي تكتسبها الإجازة الصيفية فقد أحسنت صنعاً الحكومة باعتمادها إقامة المخيمات الشبابية والمراكز الصيفية والمراكز المتخصصة في الحاسوب واللغات، والتي تستهدف شريحة واسعة من الشباب والشابات في عموم محافظات الجمهورية حيث يتلقى هؤلاء العديد من المهارات والعلوم والمعارف التي تعود عليهم بالفوائد الجمة في حياتهم العلمية والمهنية. والجميل في فكرة المراكز الصيفية لهذا العام أنها ركزت على تنمية الجوانب الذهنية والعلمية لدى الطلاب والطالبات من خلال المراكز النوعية المتخصصة في مجالات اللغة الانجليزية والحاسوب علاوة على زيادة أعداد المراكز المخصصة للإناث وخصوصاً في عواصم المحافظات، وهو مايجسد حرص الحكومة ممثلة بوزارات الشباب والرياضة والأوقاف والإرشاد والتربية والتعليم على أن تحظى الطالبات بنفس الاهتمام الذي يحظى به الطلاب خلال الإجازة الصيفية ونحن هنا إذ نشد على أيدي الجهات الراعية والداعمة لهذه المخيمات والمراكز الصيفية فإننا في الوقت ذاته نتطلع إلى زيادة أعداد هذه المراكز لتشمل مناطق أكثر، والتركيز على عواصم المديريات بحيث لاتخلو مديرية في عموم محافظات الجمهورية من هذه المراكز ولابأس أن تتعاون السلطات المحلية في جانب دعم وتمويل هذه المراكز والمخيمات الشبابية من أجل أن تعم الفائدة الجميع. وأعتقد أننا لو عملنا على استغلال فترة الإجازة الصيفية الاستغلال الأمثل ووظفنا مانريد أن يتعلمه الطلاب والطالبات ويستفيدون منه بالأسلوب الجيد فإن الثمار التي سنجنيها ستكون متميزة ومفيدة وستنعكس آثارها الإيجابية على الجميع وهنا فإن على الجميع العمل على نجاح هذه المراكز الصيفية والمخيمات الشبابية وعلى أولياء الأمور الدفع بأولادهم ذكوراً وإناثاً إلى الالتحاق بها والاستفادة من المعارف والعلوم والأنشطة المختلفة التي تقام فيها فهذه مسئولياتهم وعليهم القيام بها على الوجه الأمثل ,وعلى خطباء المساجد الحث علىالتحاق الشباب بها والاستفادة من الإجازة الصيفية في حفظ القرآن الكريم ودراسة المناهج الصيفية التي تعود بالنفع على الطلاب والطالبات في دينهم ودنياهم ,وعليهم تبيان أهمية أن يستغل الآباء هذه الفترة في تحسين مستويات أولادهم العلمية والمعرفية، كما هي مهمة منوطة بوسائل الإعلام المختلفة للدعوة إلى الالتحاق بالمراكز الصيفية والمخيمات الشبابية من أجل استغلال أوقات الفراغ وإبعاد الشباب عن مجالس القات ورفقة السوء. كل الأمنيات للمراكز الصيفية والمخيمات الشبابية في عموم محافظات الجمهورية بالنجاح وأن تؤتي الثمار المتوخاة منها وبما يعود بالنفع على البلاد والعباد ويحقق أهداف التطور والبناء والنماء ليمننا الحبيب.