يقولون بأن الصحافة هي السلطة الرابعة بعد السلطات الثلاث المعروفة لأن الصحافة برسالتها تمثل عين الدولة ورقابتها على كل الأخطاء التي تنشأ هنا وهناك، فالصحافة المسئولة وفي بلد ديمقراطي كاليمن يجب أن تكون مسئولة في طرحها وأن تكون موضوعية فيما تتناوله من مواضيع نقدها ورقابتها على الأخطاء التي ترتكبها السلطة التنفيذية، فالحكومة أو السلطة التنفيذية لاتعلم ما يدور في مؤسساتها ومكاتبها ومصالحها المختلفة مالم تكن هناك رقابة من الصحف التي يجب أن تكون رقابتها فيها من الأمانة والمصداقية، ولا يمكن أن يستقيم نظام ديمقراطي دون أن تكون هناك صحافة حرة تحمل رسالة الرقابة بكل شفافية وتجرد وتضع المصلحة الوطنية فوق كل اعتبار فهناك من الصحف من تكتب من أجل إصلاح الاختلال والاعوجاج في هذا المرفق أو ذاك ووضعه أمام السلطة المعنية لكي يتم الإصلاح وتدارك الأخطاء ومنها غير ذلك ولله في خلقه شئون خصوصاً وأن مكتباتنا أصبحت تعج بالصحف من بين غث وسمين واختلط الحابل بالنابل وأصبح المواطن مشوشاً وفي حيرة من أمره ولا يدري من يصدق خصوصاً إذا كان غير مدرك لحقيقة هذه الصحف.. لذا نقول بأنه لا يمكن أن يصح إلا الصحيح والواقع والمستقبل القريب لابد وأن يكشف كل شيء من هنا وبما أن الصحافة هي السلطة الرابعة وتحتل هذه الأهمية وينحصر عملها في الجانب الرقابي،وعلى السلطة التنفيذية أن تتحمل مسئوليتها وأن تكون عوناً لما تكتبه الصحف وتشير إليه من خلال التجاوب الإيجابي لكل نقد بناء وهادف بل وكل إشارة تشير إليها الصحف عن أي قصور أو مخالفة أو عبث بالمال العام لتعمل على تصحيحه من خلال محاسبة كل المتسببين فيه حتى تستقيم الأمور وتصلح الأحوال ويزول الفساد الذي عشعش على معظم مؤسساتنا ومكاتبنا ومصالحنا الحكومية، فاستجابة السلطة التنفيذية لكل الكتابات التي تتضمن نقداً أو فضحاً لمخالفات أو تجاوزات للقانون سيكون ذلك عاملاً مساعداً للحكومة لكي تضع الحلول الممكنة للقضاء على كل الاختلالات التي تسهم في عرقلة حركة البناء والتنمية وكذا بناء دولة المؤسسات،وهنا على الحكومة دعم مثل هذا التوجه الحضاري وهو توجه تسير فيه الكثير من دول العالم المتحضرة خصوصاً الدول الديمقراطية وهو ماجعلها تخطو خطوات متقدمة في طريق الإصلاح والبناء والتنمية دون أن تكون هنا معوقات، وعلى السلطة التنفيذية لكي تنجح في أدائها أن لا تتحسس مما تكتبه الصحف خصوصاً عندما تكشف بعض الكتابات عن مكامن الخلل ومواقع الداء وليس هناك ماهو خافٍ والعصر عصر الشفافية والوضوح، ودفن الرؤوس في الرمال كما تفعل النعام قد ولىّ وإلى غير رجعة.