مدن عدة وجزر متناثرة في البحار والمحيطات مهددة بالاختفاء بعد سنوات قليلة من الآن, وحكومات ودول بدأت تفكر بملاذات آمنة ومواقع عديدة لمدنها المدرجة ضمن قائمة غضب الطبيعة الذي سيكون كالطوفان وبعض المدن قديمة وغنية بالآثار والمعالم التاريخية وبها من السكان مايزيد عن سكان جزر القمر مثلاً أو جزر الكناري آلاف المرات كالاسكندرية المصرية ذات الشهرة العالمية من أيام مؤسسها الاسكندر المقدوني قبل عدة آلاف من السنين وفيها كما نعلم مكتبة عالمية ومنارة مشهورة وآثار مدفونة من بينها تمثال الاسكندر نفسه والذي انتشل قبل بضعة أشهر من البحر.. وهناك دولة مهددة بكاملها بموجات البحر وفيضانات الأنهار هي بنجلاديش فهذه الدولة تتعرض سنوياً لفيضانات تطمر ملايين الأفدنة وتدمر آلاف المساكن وتجرف أعداداً كبيرة من الحيوانات كالأبقار والأغنام والماعز وتتعرض في هذه الأيام لنفس الكارثة التي حلت بباكستانوالهند والصين وبعض الدول الآسيوية الأخرى ففي باكستان بلغ عدد المشردين مليونين ونصف المليون والقتلى ألفاً ومائتي شخص ودمرت محاصيل من الأرز وهو المحصول الأكبر وأحد مصادر الدخل المهم لدولة باكستان.. ولنا أن نتخيل مقدار المصاعب التي تواجهها هذه الدولة المسلمة الكبيرة جراء التوتر الطويل والسباق التسلحي النووي مع الهند بسبب كشمير ومع المعارضين الأشداء مثل طالبان والقاعدة والأحزاب الإسلامية والطوائف المذهبية والعرقية والقومية فهي لم تعد قادرة على إنقاذ مواطنيها وإصلاح ماخربته الأمطار والفيضانات وأعلنت أنها بحاجة إلى مساعدات دولية عاجلة في أقرب وقت لاسيما وأن الأخبار الجوية تشير إلى استمرار هطول الأمطار الغزيرة لعدة أيام أخرى وفي نفس الوقت يخوض الجيش حروباً في عدة جبهات على حدوده مع أفغانستان وفي المدن نفسها التي تعرضت رغم تحصيناتها في السنوات الأخيرة إلى هجمات انتحارية على مقار أمنية وعسكرية وإدارية ومخابراتية خلفت المئات من القتلى والجرحى.. لقد أفادنا علماء الارصاد والتنبؤات الجوية أن البحار سترتفع وستغمر مياهها المدن المنخفضة ومابعدها نحو الداخل من المساحات الشاسعة وسيكون وضع المياه الجوفية العذبة مهددا بتلوثها بمياه البحر خاصة إذا كانت منخفضة عن مستوى سطح البحر أكثر من خمسة إلى عشرة أمتار وأكدوا أن مصير ملايين البشر وعشرات المدن والجزر آيل إلى الزوال مالم تحدث معجزة إلهية ويؤجل القدر المحتوم الذي يقول العلماء إنه يحدث في كل مائتين أو ثلاثمائة ألف سنة بما يعني أن الحضارة الحديثة لم تكن هي السبب في ارتفاع درجات الحرارة وذوبان الجليد وانقراض آلاف أنواع الحيوانات والطيور والأسماك وأن ثقب الأوزون فقط هو الظاهرة الوحيدة من صنع الدول الصناعية التي تستخدم في مصانعها غاز ثاني أكسيد الكربون منذ ثمانين إلى مائة عام.. وعليه فغضب الطبيعة مستمر ومتطور ولن تسلم من آثاره المباشرة وغير المباشرة أي دولة في العالم مهما استعدت بالإجراءات الحمائية والوقائية اللهم إلا إذا خففت الدول الصناعية من غازاتها وأقفلت مصانعها النافثة للغازات رحمة بالبشر والحيوانات والأرض ،وليس في الأفق مايبشر بذلك الآن على الأقل..