كعادتها دائماً تشعرني (جارتنا لطيفة) وكأنها مفتاح الحلول..لكل مشاكل العالم إذا ما تم الأخذ بنصائحها وتوقعاتها الخطيرة..!! فقد سمعتها ذات ليلة من خلال نافذتها المواربة..المجاورة لمنزلنا وقت فطور المغرب وهي ترفعُ أكف ضراعتها إلى الله بأن يجعل مصانع إنتاج (الشموع) عامرة...متوفرة في كلِ مكان...ليس لأنها في تلك اللحظات تناولت فطورها على ضوءِ الشموع بل لأنها تقول - وحسب تعبيرها -: بالرغم أن ذلك يسبب إزعاجاً للآخرين أن يتناولوا فطورهم على ضوءِ الشموع...!!وأن مؤسسة الكهرباء أصبحت مفاجآتها خارج نطاق الخدمة...!! إلا أن الشموع المضاءة حول فطور المغرب...وضوءها الخافت أعادها إلى تذكر أيام رومانسيتها وحبها مع العم (لطيف)الذي كان على عكسها تماماً وهو يتناول فطوره على ضوء الشموع بامتعاضٍ شديد...!! بينما هي كانت تتلذذُ بفطورها وبلحظاتها وإن لم يشعر بإحساسها العم (لطيف) وعاشت رومانسيتها من طرف واحد...!! فذهب بها خيالها أنها أميرة من أميرات ليالي ألف ليلة وليلة الخيالية، وأن من حولها حرساً (وخدماً) لمقامها العلي..وتناست تماماً أن الذي أمامها قد يثور ويعقدُ حاجبيه عليها في أية لحظة ليقطع حبل أحلامها المجنحة..حينها لم تتردد بأن رفعت صوتها بهذا الدعاء على أمل أن يستجاب لها قائلة:( اللهم أطل عُمر الشمعة..واجعلها ما تسقط دمعة حين تشتعل البيوت فيها الحرائق...واحفظ ما تبقى من أجهزة المواطنين والمواطنات..الصائمين، والصائمات.. القائمين بالذكر والقائمات فاللهم تقبل منهم الدعوات على مؤسسةِ الكهرباء..التي لا تخجل من كثرة الإطفاء...!!. هكذا إذاً ...(جارتنا لطيفة )حولتِ (النقمة) إلى (نعمة) وعكست حروف كلمة (الألم) وحولتها إلى (أمل)، ولله في خلقه شئون...!!