يفترض، ووفقاً لمضامين(القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة) أن تكون المجتمعات الاسلامية نموذجية، ومثالية في كل شئونها الدنيوية، والأخروية.. لكن الواقع، وحال الأمة الاسلامية لايعكس أبداً المنهج الرباني والنبوي الذي بين أيديهم.. وضع الأمة لايسر، ولايفرح، إنه مؤلم مبكٍ، ويظهر البعد الشاسع بين المنهج الرباني(القرآن الكريم) والمنهج النبوي(السنة النبوية) وبين حياة المسلمين وممارساتهم، وسلوكياتهم، وسوء علاقاتهم . المسلمون يعانون أعلى معدل في نسبة الأمية في العالم، أعلى معدلات الفقر، والجوع، وسوء التغذية , والشحاتة، وأطفال الشوارع، والبطالة، والفساد والظلم، والتمييز،والتخلف الاقتصادي، والاجتماعي، والسياسي و... و... إلخ موجود في المجتمعات الاسلامية. المسلمون يعانون من الأمراض والأوبئة والمياه الملوثة، وأعلى معدلات متوسطي العمر، والوفيات بين الأطفال، والنساء جنباً إلى جنب مع ارتفاع معدلات النمو السكاني والخصوبة والإعالة. المسلمون متفرقون، يقتتلون، يمارسون الارهاب والقتل الجماعي ضد بعضهم.. الطائفية والمذهبية، والأسرية، والسلالية، والقبلية، والقروية وكل أشكال وأنواع العصبيات جزء لايتجزأ من حياتهم.. الخوف وانعدام الأمن والاستقرار والسيادة، والاستقلال، وكل حقوق الانسان مسلوبة منهم يستضعفون بعضهم ويستقوون على بعضهم.. بينما يذلون ويخضعون لغيرهم ويتآمرون على بعضهم البعض لصالح هذا الغير على مستوى البلد الواحد، وعلى مستوى البلاد الاسلامية وبعضها البعض. هذه سمات المجتمعات الإسلامية.. بل أكثر من ذلك لكن لايتسع المجال هنا للمزيد من العرض عن حال المسلمين وواقعهم المزري الذي يتنافى ومابين ظهرانيهم من كتاب، وسنة، كتاب الله(القرآن) وسنة نبيه محمد(صلى الله عليه وسلم) حديثاً وسيرة وهما يكونان منهجاً عظيماً يرتقي ويسمو بأمة الاسلام فوق الأمم إن عملوا بهما، وتمثلوهما في حياتهم وسلوكهم، وممارساتهم، وعلاقاتهم ولبلغوا سعادة الدارين دار الدنيا، ودار الآخرة. إن الحال المأساوية للمسلمين ليست إلا نتاج هجرهم لمنهج السماء وسنة النبي(صلى الله عليه وسلم) واتبعوا هواهم، ومازين لهم الشيطان من دنيتهم، وتمحور كل واحد حول دنيته.. فاصطدموا دنيوياً.. فضاعوا دنيا وآخرة.