ثمة أهداف عظيمة تكمن خلف كل هدف من أهداف الثورة اليمنية مترجمة له ومعززة جذوره وابعاده الحضارية والاجتماعية والدينية والعصرية والإنسانية. لابد لنا من استكشاف البعد الفلسفي والواقعي لكل هدف من تلك الأهداف التي ترسمت البرنامج التنويري والتغييري للفرد والمجتمع على السواء بعد عقود من الغياب الحضاري والإنساني. المتتبع لمسار الثورة اليمنية يجد أن الكثير من العراقيل والاعاقات قد وجدت إلى الحد الذي يجعل الإنسان البسيط يتساءل ,لماذا سعت القوى الإقليمية والدولية ذات المصالح لإيقاف حركة الثورة وإبعادها عن تحقيق الأهداف التي التزمت بها وجعلتها برنامجها وجسرها الحيوي إلى بناء الدولة اليمنية الحديثة؟ أهداف الثورة اليمنية الستة التي تشكل العمق الفلسفي والفكري للنظام الجمهوري استوحت كل الأبعاد اللازمة والضرورية لبناء اليمن الموحد الديمقراطي الجديد ,متخطية الحواجز والحدود الوهمية والمنكرات والمصطلحات الاستعمارية التي مازالت حتى يومنا هذا تشكل سبباً من أسباب الوهن الاجتماعي في المجتمع اليمني. الأهم في الأمر هو كيف نعيد تقييم مسار الثورة خلال النصف قرن ,نواجه الأخطاء بالمكاشفة الموضوعية , نحدد المفاصل التي تورمت في مسار الثورة وفسدت في مرحلة الدولة، سعياً لإصلاح الذات وعلاج الأعطاب التي استفحلت حتى تحولت مع مرور الزمن إلى عائق قائم بذاته يحول دون الاستقرار والنهوض وتطور الإنسان اليمني واستجابته لدواعي التغيير. انتقالنا الموضوعي خلال النصف قرن من فلسفة الثورة إلى تثبيت أركان وقواعد نظم وقوانين الدولة أمر طبيعي وضرورة حتمية لاجدال فيها , يصبح الجميع تحت مظلة واحدة , المساواة والعدالة الاجتماعية والاستقرار النفسي والاجتماعي والمعيشي والأسري، ركائز مهمة تضمن إيمان الإنسان اليمني وتفاعله مع تلك الأهداف والدفاع عنها سلمياً والعمل المتواصل لتحقيقها في الواقع الاجتماعي. اليوم نحن ملزمون بإعادة تقييم كل الخطوات والمراحل الوطنية وفق فلسفة وقواعد وحراك تلك الأهداف العظيمة للثورة اليمنية لمعرفة المسافة التي قطعناها للوصول إلى الدولة اليمنية الحديثة , حتى لاتظل الشعارات تحجب عنا الرؤية للواقع الاجتماعي والأوضاع التي تحتاج الجميع (سلطة ومعارضة ومجتمع مدني ومثقفين ومفكرين) ليكونوا عند مستوى المسئولية الوطنية والإيمان القوي بعد الله تعالى بتلك الأهداف التي سقط في سبيل خروجها للنور عشرات الشهداء الأبرار. الملفت للنظر هو عدم قدرة المناهج التربوية والتعليمية في بلادنا على اختزال تلك الأهداف العظيمة للثورة اليمنية وإشاعة روح الثورة في وعي الأجيال للوصول إلى الأهداف المرجوة التي منها التغيير والتنوير والولاء بعد الله تعالى للوطن والإيمان بأن وراء كل حق واجب وطني لابد من أدائه والعمل لتحقيقه. لوجه الله راجعوا مناهجنا التربوية وخطابنا الاجتماعي واجعلوا قاعدة بنائها فلسفة الأهداف العظيمة للثورة لأن اليمن يحتاج لمن يؤمن به ويعمل بجد واخلاص للنهوض به والمحافظة على كل ذرة من ترابه. [email protected]