مرّة أخرى .. هاأنذا أواصل بث شجوني والتعبير عن عرفاني لصحيفة “الجمهورية” .. صحيفتي المفضلة التي توفر لي شخصياً ومعي جميع أفراد أسرتي مائدةً متكاملة من اللطائف والفوائد .. ليست مأدبة ضخمة مترفة كما هو الحال مع شقيقاتها العزيزات كالثورة و26 سبتمبر ، و14 أكتوبر لها ولمسئوليها كل الاحترام والتقدير ، لكن “جمهوريتي” الحبيبة لها عندنا نكهة خاصة .. هي أولاً جارتنا ومسئولوها والكثير من موظفيها من أصدقائنا ، وهي فوق ذلك جميلة ورشيقة ومجتهدة جداً في تلبية مجمل لوازمنا من أخبار الدنيا وفي تزويدنا بالقدر المناسب جداً من جواهر العلم ولطائف المعلومات. إنني بحكم اهتماماتي الصحفية عموماً وقربي من “الجمهورية” على وجه الخصوص أزعم واثقا أن السفيرة اليومية لعاصمة اليمن الثقافية قد شهدت في السنوات القليلة الماضية تطورات نوعية كبيرة ليس فقط في إمكانياتها المادية والفنية ولكن في قدراتها الإبداعية المدهشة المتجددة باستمرار. كيف لا أتغزّل في هكذا صحيفة تبهجني يومياً وأنا من واحد من أولئك الذين تلبّسهم ولعٌ قديم بالصحف معزز باعتقاد قوي أنها أهم وأنسب وأسرع وأقرب وسائل الاطّلاع والمعرفة اللازمة لتلبية هواجسي وفضولي المعرفي واهتماماتي السياسية والفكرية. فكثيرة هي الحالات التي وجدت شغفي بالصحف منهزما أمام الاحتجاجات الصارخة لبقية مداركي واهتماماتي الأخرى تقول لي: أما سئمت بعدُ يا أستاذ ؟ انظر إلى كثير مما تجلبه من هذه الصحف المحرومة من الألوان كم هي باهتة وكئيبة ليس فقط بسبب حرمانها من نعمة الألوان ، بل أيضا بسبب رداءة ورقها وسوء إخراجها وسوء طباعتها !! ألا ترى كيف أنها تُغرق بكآبتها ما يمكن أن يكون جيدا ومهما من المضامين المنشورة فيها ؟ .. وانظر يا أستاذ إلى هذه الصحف الملونة كيف أن حالها ليس بأفضل .. ألا ترى كيف تستفزنا وتزعجنا برعونة الاختيار والتوزيع والتنسيق لما تستخدمه من ألوان ؟ أنظر إلى (قنزحيات) شعاراتها الرسمية وفقاعة ألوان (مانشتاتها) وعناوينها . وانظر إلى اكتظاظ صفحاتها الأمامية والخلفية بالمربعات والمستطيلات الإعلانية والدعائية المتعددة الأشكال المتنافرة الألوان والفوضوية التوضيع .. هل ترى يا عزيزنا أن المعلومات البسيطة والتحليلات المحدودة التي تلتقطها من هذه الصحف تبرر ضياع جزء مهم من وقتك ؟ وتستحق ما تعانيه وتكابده ؟؟. أعود إلى الحديث عن المزيد من المواهب السنية التي تتحفني بها صحيفتي المفضلة إضافة إلى ما أشرت إليه بالأمس: كما لا تخلو الصفحة الأخيرة في معظم الأيام من إشارة حيوية إلى شأن من شئون التربية والتعليم أو خبر مهم فإن الصفحات الداخلية لا تخلو مطلقا من خبر تربوي ساخن أو من تناول جاد لشأن من شئون التعليم ، يخطه واحد أو أكثر من محرري “الجمهورية” الدائمين أو غيرهم ، والعجيب الذي يثلج صدري ويدهشني أن جميع محرري “الجمهورية” أصحاب الأعمدة وأصحاب الأضواء وحتى جازعي الطريق جميعهم يتناوبون بشكل عفوي رائع في تناول وطرق أهم القضايا عندي قضية التربية والتعليم ، فإذا لم يضعها الدكتور محمد النهاري في ظلاله أجدها بين نقط وفواصل عبدالله الصعفاني أو في الأضواء لدى الدكتور عبد القادر المغلس أو لدى الأخت ألطاف الأهدل ، أو لدى الأخت نجلاء البعداني ، وإن انشغل عنها الزميل الأستاذ عبد الله علي سلطان ، تناولتها بوصلة الانتماء الوطني للدكتور علي مطهر العثربي أو رافع راية المواجهة مع الفساد الدكتور خالد الحريري ، وإذا انشغل عنها عبد الفتاح البنوس ألتمسها لدى الأخ عبدالواحد ثابت ، وإذا سها عنها يوماً أنصار التربية المشاهير الإخوة رضوان الشيباني ، وعلي راوح ، ومحمد عبده سفيان، ونعمان الحكيم ، وصلاح مبارك ، وسامي الأثوري ، ونصر صالح ، لم تفت على الأخت نور باعباد أو الأخ فيصل الشبيبي ، وإذا سها عنها الجميع لم تسقط من ذهن أستاذنا القدير وأحد المؤسسين المخضرمين لجمهوريتنا الغراء العزيز زيد الغابري حفظه الله . ناهيكم عن السلسلة التي لا تنقطع في جمهوريتي الغالية من الأخبار والمقابلات الصحفية مع قادة ومسئولي القطاع التربوي المركزيين والمحليين والميدانيين ، وما تقوم به من تغطيات مباشرة لمختلف الندوات والمؤتمرات وورش العمل التربوية في معظم محافظات الجمهورية. وفوق هذا كله لا يكاد يمر أسبوع واحد دون أن أجد على صفحات الجمهورية تقريرا ممتازا أو تحقيقا صحفيا مميزا يسلط الضوء بقوة على قضية حيوية من قضايا التربية والتعليم يعدها أشخاص مميزون . كيف لا أحب وأتعلق بأهداب صحيفة وطنية متألقة كل طاقمها وجميع محرريها من أنصار قضيتي الكبرى التربية والتعليم, وللجميع جزيل شكري وتقديري وعرفاني . وللشجون بقية للغد إن شاء الله.