لقد شعر المواطن بالمزيد من خيبة الأمل في المعارضة جراء إصرارها على المضي خلف السراب، والترويج لما يأتي من الخارج, بل ولمس المواطن أن بعض القوى السياسية لا تعتمد على الشعب بقدر ما تبحث عن تدخل الخارج، ولأن المواطن اليمني حرٌّ أصيل يرفض التدخل الأجنبي في شئون اليمن الداخلية، فإن تصرف بعض العناصر الطائشة قد أفقده الأمل في أن يجد منها فعلاً وطنياً يحرص على السيادة الوطنية، ويرى المواطن بأن مايقال ويثار من تلك القوى الطائشة لايعد عملاً سياسياً يعبر عن النضج الفكري، الذي يجسد المصلحة الوطنية الكلية للشعب، بقدر ما يرى في ذلك الفعل أنه مجرد محاولة للانتقام الشخصي البحت والحنق الشخصي الذي قاد البعض إلى استخدام كل وسيلة لتحقيق الرغبة الانتقامية الشخصية، وأن الشعب ما هو إلا مجرد وسيلة لتحقيق تلك الرغبة الشخصية ليس أكثر. إن التفكير النفعي ، الشخصي القائم على حب الانتقام من الآخرين نتيجة لعدم تلبية مطالب غير دستورية وقانونية، أو الرضوخ للطموحات غير المشروعة يجعل من الشخص الذي لا يمتلك رؤية وطنية، ولايمتلك القدرة على التضحية من أجل الآخرين يستعين بشياطين الإنس والجن في سبيل الانتقام الشخصي، ومثل هذه العناصر عادة ما تكون موتورة وتتمتع بنفسية مأزومة، لأن لديها اعتقاداً أنانياً خطيراً يسيطر على تفكيرها الظاهر والباطن، ويخلق لديها حالة من الهوس، ومثل هذه العناصر لاتستطيع إخفاء هذه الحالة، وإن وجدت من يزيّن لها أفعالها وأقوالها الشريرة، فإنها تعتقد أن الكل من حولها يعيشون نفس الحالة، ولا تدرك مثل هذه العناصر أن من يزيّن لها فعل الشر أنما يريد الانتقام الشخصي من الجميع، لأن أنانيته ونرجسيته وساديته لاتختلف عن ذلك الشخص، الذي قبل بتزيين فعل الشر، إلا أن المزين للشر قد كسب الخبرة والدراية وباتت لديه القدرة على التحكم في إظهار حالته الأنانية، واستفاد من تجارب الحياة كيفية إخفاء هذه الحالة باستخدام الشعارات والتكتيك والمكر. إن المغرر به من العناصر الأنانية ذات النزعة الانتقامية لأسباب شخصية لايدرك أنه قد وقع ضحية من يتصفون بالأنانية القائمة على التربية والتنشئة السياسية ذات البعد الأيديولوجي الأكثر خطورة، ولم يدرك بأن مسايرة أصحاب الأهواء الضيقة والمصالح الشخصية له، إنما هي كذلك محاولة للانتقام من الكل عبر هذا العنصر المخدوع، والاستفادة منه من خلال إشباع رغبة الانتقام الشخصي لديه. إن العاقل هو الذي يضحي من أجل الآخرين ويقدم الخير الكلي للناس، ولايجلب الشر للناس بسبب قضاياه الشخصية، ونأمل العودة إلى الصواب بإذن الله.