معروف أن المدن الساحلية ذات بيئة صيفية حارة وذات رطوبة، ما يعني أن الاخضرار وزراعة الأشجار والبسط الخضراء, وإيجاد المساحات الشاسعة داخل المدن للخضرة والتشجير أمر في غاية الأهمية, بالإضافة إلى العمل على حماية الأشجار, التي عمرها يفوق عشرات السنين، لأنها تكون بمثابة مصدّات للرياح ودعائم هامة للبيئة، ومنها تنتقل البذور وتتكاثر الأشجار هنا، وهناك، بفعل عوامل عديدة، وهذه سنة الله في الخلق، فله الحمد وله الشكر على ما منحنا من نِعَمٍ جمة، لا عدَّ ولا حصر لها!. والبيئة دائماً تحتاج إلى نقاء وصفاء ومناصرين من الجهات المختصة, ومن المواطنين، وعلى كافة المستويات، لأن ذلك يهم الجميع، ولا تكون البيئة نقية وصحية إلا إذا نقيناها من التلوث, وحمينا مكوناتها، التي هي في متناول الجميع، وتلك هي المشكلة التي تحتاج إلى تناولات مستمرة. في عدن اليوم تتحسن أمور البيئة، من بناء للحدائق والبسط الخضراء والنظافة المتفانية ليل نهار، والزينة والطلاء، لكن المهم أن ذلك كان عبارة عن تغطية لفعلة ارتكبتها الجهات المعنية, حيث كانت قد سمحت بإعدام مئات الأشجار المعمرة، خاصة “المريمرة”, التي ينشط نموها وتكاثرها في مدن الشواطئ، ولها خاصية مهمة هي الظلال والخضرة، وتنفع أعشابها في علاجات كثيرة: أهمها “قرحة المعدة” وطرد الديدان المستديمة في الأمعاء, وربما المصابين بداء“السرطان” فهذه الشجرة المعمرة أبيدت من “مدينة الشعب” بالكامل.. وكانت تتجاوز في علوها الخمسة طوابق، وفي حدائق شارع مدرم بالمعلا، كلها أبيدت بحجة إنشاء حدائق جديدة من الرخام والمجسمات والأنوار الملونة، لكنها وإن بدت جميلة وآسرة, إلا أنها لا تعوض البيئة بعملية الأكسجين بواسطة عملية “النتح”, التي تعلمناها زمان في المدارس، بحيث إن الأشجار تمتص ثاني أكسيد الكربون وتحوله إلى أكسجين نافع للبشر والحياة، وقد تم عدم احتساب ذلك لدى خبراء الحدائق والتجميل, لأنهم ربما لا علم لهم بهذا، وإنما خبرتهم في البناء والتزيين. اليوم بدأت المدينة بزراعات مختلفة، وتحتاج إلى عشرات السنين لتنمو وتكبر، ويا ليتنا حسبنا ذلك, قبل أن نقدم على اجتثاث الأشجار, التي فاز البعض بحطبها جراء بيعه للأفران وغيرها!. اهتموا بالبيئة خاصة في مدن الشواطئ “الموانىء” وأصلحوا ما قد تم تخريبيه, قبل حلول الصيف, الذي لا يرحم أحداً.