الإعلام العربي بشقيه الرسمي والأهلي تعبير آخر عن الحالة العامة، وربما كان أبرز مظهر لهذا الإعلام المتراجع المفارقة الصاعقة بين خطابين أحدهما ديني سياسي فاقع اللون ومفارق لنواميس الأرض والسماء، والآخر متهتك ساقط لا يتورع عن ترويج كباريهات الفضاء المُسمم على ملايين المشاهدين، وبين هذين المشهدين الفاجعين المجيرين ضمناً على أنظمة الإقامة في الاستبداد الظاهر والمستتر فضائيات رسمية تثبت يوماً عن آخر أنها فاشلة بامتياز، لأنها لا تعدو أن تكون منبراً للحاكميات البروتوكولية المُتكلسة. لكن هذا المشهد على كآبته يتقاطع مع مُستجدات وتململات وحراك مؤكد، حتى داخل الأجهزة الإعلامية الرسمية. الصحافة المكتوبة والمسموعة تشهد بدورها حالة موازية، لكن ظاهرة الإذاعات المحلية الموجهة، والصحافة النشطة تمثل محطة إيجابية، من حيث التصاقها بالزمان والمكان المحددين، ومكاشفتها الإجرائية لما يجري في الواقع، وتبايناتها التي تفضي إلى ماراثون خلاق على المستويين الإبداعي والدلالي. [email protected]