من السهل جداً أن يتدارك الإنسان خطواته وخططه وأفكاره وقراراته , من يصنع ذلك يدلل على أنه صاحب عقل وحكمة وهدف ,أما الذي يعتقد أنه الأول والآخر، فذلك الذي يقود نفسه إلى مالا يحمد عقباه.. الوعي الاجتماعي في الشارع اليمني أصابه الكثير من التغيرات وخاصة تلك التي ترتبط تلقائياً بالأحداث والتقلبات هنا وهناك ,أهمية ذلك تكمن في رغبة الجماهير اليمنية في إحداث تغيير في المعيشة اليومية والعمل المؤسسي المنظم والواعي لدوره ومسئولياته ,سواءً في المؤسسات الخدمية التي تحتك بشكل مباشر بالحياة اليومية للمواطنين، أو تلك المؤسسات التي تحملت مسئولية وطنية وإنسانية ,تربوية وتعليمية تثقيفية وإعلامية، مؤسساتنا بحاجة إلى إعادة نظر. إحداث تغيير نوعي في المسلك المؤسسي بما يخدم رفع وتيرة العمل والتنمية والمراقبة والمحاسبة ,في الوقت نفسه يسمح للمواطن اليمني بالشعور السريع والإيجابي بالتحسن الملموس في معيشته اليومية وعلاقة المؤسسات به وشعوره بالانفراج الاقتصادي والسياسي والتنموي. الوقوف المسئول أمام الحاجة والحالة اليمنية للإصلاح والتغيير في قيادات ووسائل وآليات مؤسساتنا وأجهزتنا ومرافقنا الوطنية، يعبر عن إرادة سياسية واجتماعية ومواقف عملية ومتطورة للتحديث المؤسسي ورفع كفاءة ووتيرة الأداء وأجهزة وطرق المراقبة للمؤسسات وقياداتها ونسبة أداء وتنفيذ الخطط والبرامج والمشاريع التي التزمت بتنفيذها واستلمت واستهلكت الميزانيات المعتمدة لذلك. المسافة كبيرة وشاسعة التي تفصل بين البرامج المطروحة والتنفيذ، مثلما هي بعيدة بين التقارير والواقع ,يستدعي التجديد الفوري في آليات المراقبة والمتابعة لضمان مصداقية المؤسسات والحفاظ على المال العام من الهبر والاستنزاف اللا أخلاقي ,لأن تحقيق الجودة والمعايير المطلوبة تساعد الدولة على التنمية المتسارعة وتغطية الخارطة الاجتماعية بالمشاريع المطلوبة. نسبة الهدر والتلاعب في الميزانيات المطروحة واللامبالاة في تحمل المسئولية والاستغلال المجحف للوظيفة العامة، كل ذلك شكّل الصورة السيئة لمؤسساتنا الوطنية, علينا أن نعيد الاعتبار لها ,نؤسس لثقة المواطن اليمني بها واحترامه لأدائها. خياراتنا مازالت بأيدينا لو أحسنا التعامل معها، وبناء القناعات المطلوبة مؤسسياً واجتماعياً وسياسياً لتحقيقها بنجاح واقتدار. الدخول إلى حلبة الفوضى الخلاقة ستقتلع كل المراهنات السطحية أو الانفعالية ,الخروج من الإعصار بسلام لن يكون إلا بتحمل مسئولية التغيير الفعلي وتجديد القيادات المؤسسية وتحمل أمانة المرحلة والوطن معاً. [email protected]