جامعة عدن لها تاريخ يُحترم ومكانة لابد من المحافظة عليها ,التزمت العمل المؤسسي والنهج الوطني والبعد المعرفي والإنساني لكل جوانب حراكها ,سواءً في طرحها الوسطي المعتدل أو في استيعابها لكل اليمنيين دون استثناء أو إقصاء أو فرز أو احتكار أو تحيز ,أو في تعاطيها مع المتغيرات والتحولات والأحداث الوطنية والمسار والنهج الديمقراطي. في الآونة الأخيرة بدأت جامعة عدن تنساق خلف حمى الفرز القروي بشكل طاغ، غير مدركة للعواقب التي تترتب على ذلك السلوك غير المقبول من مؤسسة أكاديمية تعد رائدة التنوير في المجتمع اليمني ,يعول عليها إحداث تغيير حقيقي وملموس في الوعي الاجتماعي تجاه قضايا وهموم الوطن ومتطلبات التنمية واجتثاث بذور الصراعات المفتعلة وتجديد روافد الثقافة الوطنية التي تعزز وتقوي اليمن الوحدوي الديمقراطي الكبير. انسحاب جامعة عدن إلى الظل يفقدها مكانتها وريادتها ,لذلك كان لزاماً على قيادتها العمل الجاد للحيلولة دون وقوع هذه المؤسسة الوطنية في مستنقع القروية أو تراجعها عن الريادة والإبداع العلمي والمعرفي والإنساني ,إن التغييرات والقرارات التي استهدفت أشخاصاً بعينهم لاتخدم العمل المؤسسي أو الأكاديمي وتخالف في الوقت نفسه اللوائح المنظمة للجامعة والكليات التابعة لها بشكل غير مسبوق. استبشرنا جميعاً بهمة ونشاط وتطلعات قيادة الجامعة الجديدة في بداية تكليفها وقد كانت عند مستوى المسئولية لكنها سرعان ما انكفأت على لون وشكل واحد لايقبل التنوع الأمر الذي افقد قيادة جامعة عدن ذلك الزخم وتلك الطاقة , وقد كتبت حول هذا الموضوع في هذا العمود عقب استلام رئيس جامعة عدن قيادتها الحالية .. متمنياً له النجاح . أعلم أن تناولي لهذا الموضوع وبهذه المصداقية قد يسبب لي بالكثير من المتاعب والمضايقات داخل الجامعة وخارجها ,لكن أمانة المسئولية الوطنية تلزمنا جميعاً بمواجهة أي اختلالات أو انحراف بالعمل المؤسسي وأهدافه وامكانياته وتلك من متطلبات المواطنة الصالحة والانتماء الإيجابي والصحة الاجتماعية والدور المسئول. فخامة الأخ رئيس الجمهورية دعا الجميع إلى تحمل مسئولياتهم والقيام بواجباتهم وعدم التنصل من أداء الواجب الوطني والمؤسسي ونبذ المناطقية التي سببت الكثير، لأن اليمن يستحق منا جميعاً أن نثبت ولاءنا وانتماءنا له وأن نرد له الجميل ونبادله الحسنى بالحسنى والإحسان بالإحسان. لذلك ومن باب الحرص على بقاء جامعاتنا مؤسسات وطنية كان لزاماً علينا أن نبرهن على ذلك من خلال التزامنا الإبداع والتميز والنبوغ مساراً ثابتاً ودائماً لها دون التفات أو عودة للوراء، وأن تكون المعرفة هي جغرافيتنا,واليمن أمنا التي وجب برها والإخلاص لها والخوف عليها. [email protected]