من المقرر أن يعقد اليوم الأربعاء اجتماع مشترك لمجلسي النواب والشورى برئاسة رئيس الجمهورية لبحث القضايا التي تهم الوطن والمواطن, والتمنيات أن تحضر كتلة “المشترك” هذا الاجتماع انطلاقاً من المسؤولية الوطنية لكافة الأطراف. وفي ظل التطورات التي تشهدها المنطقة وما تفرضه من تحصين جبهتنا الوطنية وتدارك أي خلل أو ثغرات يمكن أن يكون لها عواقب وخيمة, أعتقد أن الجميع اليوم مطالب بأن يخطو خطوات سليمة تتوافق مع حجم التطلعات والآمال الشعبية. ومن يقرأ ردود فعل الشارع اليمني تجاه ما يحدث من حوله يدرك أن الشعب اليمني أكثر وعياً وإدراكاً لمخاطر الانزلاق إلى الفوضى والتخريب والعنف, وأن المراهنة هي على عملية إصلاح شامل يقودها النظام السياسي بحيث تلبي مطالب القوى السياسية في إصلاحات سياسية وديمقراطية والمطالب الشعبية في إصلاحات اقتصادية ومالية وإدارية من شأنها التصدي للفساد وتوفير فرص العمل للشباب والقضاء على مظاهر البطالة والفقر. ودورنا اليوم كمثقفين هو أن نقف على مسافة واحدة من كل الرؤى البنّاءة والطروحات المخلصة التي يهمها في الأول والأخير مصلحة اليمن وهموم وتطلعات المواطن اليمني الذي ليس بحاجة إلى أصوات متشنجة تبحث عن ما يضاعف من جراحاته وآلامه وتسعى إلى جرّه إلى مربع الفوضى والانفلات, وإنما بحاجة إلى كل ما يستجيب إلى تطلعاته ومطالبه المشروعة. لا نريد اليوم أن نتعاطى مع الأمور وفق منهج خلط الأوراق وزج البلد في دوامة فوضى تحت أي شعارات كانت.. يجب أن يكون التركيز على هدف محدد ومطالب مشروعة نقف جميعاً صفاً واحداً من أجل تحقيقها. فنحن لسنا مختلفين على الغايات والأهداف, وإنما على الوسائل لتحقيقها.. ربما فيما مضى كان البعض يعتقد أن هناك اختلافاً في تشخيص الأمور بين مثقفين محسوبين على السلطة وآخرين محسوبين على المعارضة.. وكان هناك اعتقاد أن طرفاً منحازاً للسلطة وينظر إلى الوضع بصورة وردية وكل شيء تمام.. وأن طرفاً آخر هو من ينحاز إلى المواطن ويقول إن هناك حالة فساد واختلالات وتجاوزات. لكن الحقيقة الواضحة اليوم هي أن الطرف المحسوب على السلطة يتحدث بكل شفافية ويقول بملء الفم إن هناك حالة فساد وأوضاع معيشية صعبة ومعاناة بالنسبة للمواطن، وينادي بالإصلاح والتغيير نحو الأفضل ولكن بصورة عقلانية ومنطقية لا تجر البلاد إلى الفوضى والصوملة. وبأعلى صوتنا نقول إن المواطن بات ينتظر بصورة عاجلة إجراء إصلاحات شاملة وحقيقية, ولكن يجب أن نقر بحقيقة أن الأمل مازال معلقاً على النظام السياسي في قيادة مسيرة التغيير والإصلاح, والنظام السياسي هو الذي يمتلك إرادة وقرار إحداث إصلاحات تلبي مطالب الجماهير. وبالتالي لا أحد اليوم يمكنه أن يلغي الآخر.. على النظام السياسي أن يحتوي مطالب القوى السياسية في إطار حوار جاد.. وعلى القوى السياسية أن تعي أن الرهان لايزال على النظام السياسي للتصدي للسياسات الفاسدة ولكل رموز الفساد والنهب والسلب والعبث وبما يقود إلى الإصلاحات المنشودة. [email protected]