لم نقل ولم نكتب جديداً حين نقول أو نكتب عن الإمكانيات العربية سواء الإمكانيات الزراعية أم الحيوانية أو البحرية أو المعدنية أو الصناعية أو السياحية أو الفكرية أو الثقافية أو الفنية والإبداعية والبشرية...و..و.. ما شابه ذلك مما يؤهل الوطن العربي بالتعاضد والتضامن والتوحد والشراكة والتشبيك والتوجه نحو الصالح العام إلى إحداث تحولات هائلة “أفقية ورأسية” والاستمرار في ذلك والحفاظ عليه بصورة مستدامة تجعل التغيير عملية غير محدودة أو موقتة وإنما عملية “ديناميكية” تتوقف. أي أنها ستحفظ العملية التغييرية آلية لا يمكن كبح جماحها، أو الوقوف أمام تيارها.. والكل سيعمل لمسايرتها، أو لملاحقتها دون انتباه لأحد سواء على مستوى النظام السياسي أم على مستوى الأحزاب السياسية التي ستجد نفسها مشغولة بالتحولات التغييرية ومواكبتها لتضمن لنفسها التموقع الناجح والمثمر في ركب التغيرات لتحقق مكاسب من نتائج وثمار التغيير المستمر والمستدام. ومن أهم الإمكانيات العربية الإمكانيات الفكرية في جميع المجالات العلمية والإنسانية القادرة على وضع بذور التحولات والانطلاق نحو التغيير برؤية عقلانية موضوعية منطقية تنبع من الواقع العربي وإمكاناته واحتياجاته وتطلعاته وطموحاته الحاضرة والمستقبلية. نحن بحاجة فقط أن نستمع ونعي ونفهم ونترجم الفكر العربي الذي لم يأتِ من فراغ، لكنه نتاج للواقع العربي واستجابة لتطلعاته وحاجاته ورغباته ومن وحي إمكاناته المادية، ومشكلاته الكائنة. الوطن العربي يملك من المفكرين والمؤهلين والاختصاصيين والمبدعين ما يغنيه عن أي اعتماد لمن يفكر لنا من الخارج ويقول لنا ما هي مشكلاتنا ويشخص لنا أمراضنا ويكتب لنا “الروشتات والوصفات” التي لا تعالج بقدر ما تزيدنا هماً وغماً وإشكالات، لأن الغرباء البعيدين أعجز من أن يشخّصوا مشاكلنا وأكثر عجزاً من أن يضعوا لنا الوصفات والروشيتات الناجحة والنافعة. العودة إلى مفكرينا واختصاصيينا ومبدعينا لمواجهة التحديات الوطنية والقومية هو الأصوب, لأنهم يعيشون الواقع ويعيشون المشكلات ويعلمون ما نريد, وسيفكرون لنا بما يناسب, فتكون الأفكار عربية ليست غريبة, وستكون ناجحة وسيتقبلها الواقع العربي بعكس الفكر الغريب الذي لا يتقبله الجسد العربي.