فترة طويلة مضت، ونحن نعتمد على غيرنا كي يفكر لنا سواء من الأصدقاء، أو من المنظمات الدولية ولم يفكروا لنا فقط، لكنهم جاءوا بوكالاتهم ومنظماتهم وخبرائهم وفنييهم واختصاصييهم إلى بلادنا العربية، وغيرها من البلدان النامية على أساس أنهم أعلم وأدرى بمشاكل هذه الشعوب، ومنها الأقطار العربية التي ازدحمت عواصمها ب: وكالات التنمية وخبرائها. منظمات، وخبراء الأغذية والزراعة. منظمة اليونسكو. منظمات التعاون الدولي. منظمات الصحة والسكان. وكالات ومنظمات من بلدان صديقة “أوروبية، وأمريكية”. وكلها تأتي وعندها التشخيص المسبق لمشاكلنا في العالم النامي بما فيه الأقطار العربية، ويبدؤون بتنفيذ روشتات، ووصفات، وتجارب وعلى مدى فترة زمنية طويلة، وبتمويل وانفاق يحسب على الشعوب, معظمه ينفق على مرتبات، ووسائل نقل، وسكن وأثاث، وبدلات وتذاكر سفر ذهاباً وإياباً في الإجازات للخبراء .. هؤلاء الخبراء الذين دائماً وأبداً ماتكون تكاليفهم مبالغاً فيها إلى حد الفساد الذي ينهش في المجتمع العالمي بكامله، ومؤسساته الدولية وبعد عمر من الزمن تجد الشعوب أن هذه المؤسسات وخبراءها فشلت في تحقيق أي تحول أو تغيير في حياة الشعوب بقدر ما عيشتهم في أوهام، وأضاعت عقوداً من الزمن عليهم، لو استغلوها بتفكيرهم وإمكاناتهم البسيطة لأحدثوا تحولات تذكر في حياتهم. هؤلاء الغرباء فكروا للشعوب النامية، ومنها أقطارنا العربية.. وشخصوا المشكلات، والتحديات، ووضعوا “الروشتات” والوصفات العلاجية.. وأنفقوا الملايين والمليارات على تجاربهم وعلى خبرائهم، وبعد عقود من الزمن أضاعوها على الشعوب كانت النتيجة تفاقم وتعاظم المشاكل، وأعباء من الديون. وكما يقال: “أهل مكة أدرى بشعابها”.. لو فكرت الشعوب النامية لنفسها ومشاكلها، واحتياجاتها، وتوجهت نحو العمل بإمكاناتها البسيطة، والأولية وأخلصت واستقامت وتقشفت ووفرت، وأصلحت، وحرصت على كل فلس، وخططت وبرمجت، وأقلعت عن الكماليات لنجحت في إحداث التحول والخروج من التخلف إلى النمو والتحول، والتغيير... لأن المثل يقول: “ماحك جلدك مثل ظفرك”.. وهو مثل صائب.