إلى شرفاء الوطن من مربين ومعلمين، دوركم هو استخلاص رحيق الطاقة للشباب، والسمو بأفكارهم وتوجيههم لما ينفع مستقبلهم وينهض بمستقبل أوطانهم, لعل الذكرى تحمل إلى الضمائر النائمة وتنقذ القلوب الغارقة في اللامبالاة واللاانتماء، وتنفض صدأ البلادة عن العقول المبدعة الواثبة الطامحة إلى غدٍ أفضل. إن مجتمعنا اليوم أحوج ما يكون إلى جهود العاقلين المخلصين من شبابها حاجةَ الأرض العطشى إلى مدامع الغيث، لأن هم وحدهم القادرون على حمل بشائر التفاؤل والأمل والابتسامة. الانتماء الإيجابي للوطن إن الانتماء الإيجابي للوطن يحتم على أن يعمل المخلصون على إخراج الشباب من ظلمة الجهل والتبعية إلى نور العلم، والشعور بالقدرة والكرامة والاستقلال، وأن يأخذوا بكل السبل المتاحة للارتقاء بأنفسهم ومجتمعاتهم وأمتهم، إلى الحد الذي يضمن لهم الكرامة والشعور بالحرية ويضمن لأوطانهم الهيبة والاحترام بين أمم الأرض، وما ذلك بعسير لو توفرت الإرادة المخلصة والعزيمة الماضية .. والإيمان الراسخ أن يد الله بيد كل مخلص غيور. وفي بحث للدكتور صابر أحمد عبد الباقي كلية الآداب, جامعة المنيا يقول فيه: إن “الشعور بالانتماء للمجتمع من أهم دعائم المجتمع، والتي تحافظ عل استقراره ونموه وهو يشير إلى مدى شعور أفراد المجتمع بالانتماء إلى مجتمعهم ويمكن أن نستدل على ذلك من خلال “المشاركة الإيجابية في أنشطة المجتمع، والدفاع عن مصالح المجتمع، والشعور بالفخر والاعتزاز بالانتماء للمجتمع، والمحافظة على ممتلكات المجتمع”، وكل هذه المؤشرات يمكن أن تقاس ويستدل عليها بالمجتمع. فأساس الانتماء هو مشاركة سكان المجتمع وحث الآخرين على التعاون معهم لمواجهة المشكلات ووضع البرامج المناسبة لمواجهتها”. الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان والانتماء رحم الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان, حيث كانت له رؤية ثاقبة نابعة من منهجية بناء الناشئة وعدم استقطابهم إلا لما فيه الخير والصلاح لأوطانهم وعدم تعبئتهم التعبئة الخاطئة، الأنانية، الهادمة لهم ولأوطانهم! .. كان أحسن الله إليه يخاطب أهمية غرس قيم الانتماء في الناشئة والحفاظ على الموروث والقيم الوطنية في أكثر من موضع ومن أقواله الخالدة رحمه الله: “العلم والتاريخ يسيران جنباً إلى جنب ،فبالعلم يستطيع الإنسان أن يسطر تاريخه ويدوّنه ويحفظه”. “إن الجيل الجديد يجب أن يعرف كم قاسى الجيل الذي سبقه. لأن ذلك يزيده صلابة وصبراً وجهاداً لمواصلة المسيرة التي بدأها الآباء والأجداد وهي المسيرة التي جسدت في النهاية الأماني القومية بعد فترة طويلة من المعاناة ضد التجزئة والتخلف والحرمان”. “لابد من الحفاظ على تراثنا القديم لأنه الأصل والجذور وعلينا أن نتمسك بأصولنا وجذورنا العميقة”. “لقد ترك لنا الأسلاف من أجدادنا الكثير من التراث الشعبي الذي يحق لنا أن نفخر به ونحافظ عليه ونطوره ليبقى ذخراً لهذا الوطن وللأجيال القادمة”. “إن أبناءنا عندما يستوعبون مسيرة آبائهم وأجدادهم يستطيعون أن يعرفوا سبب النصر وبالتالي معرفة الطريق المؤدي إلى النصر”. “إن العلم والتاريخ يسيران جنباً إلى جنب، فبالعلم يستطيع الإنسان أن يسطر تاريخه ويحفظه للأجيال ليطلعوا عليه ويعرفوا ما قام به الأجداد والآباء”. “إن الإلمام بالتراث ينير الأفكار وينير طريق الحياة”. “إن الإلمام بهذه الحقائق لا يتم إلا عبر قراءة واستيعاب تاريخ آبائنا وأجدادنا على أرض الوطن.. إن إمكانيات الاطلاع متوفرة الآن لكل راغب من الشباب”. الإنسان هو الأساس “إن الإنسان هو أساس أية عملية حضارية.. اهتمامنا بالإنسان ضروري لأنه محور كل تقدم حقيقي مستمر مهما أقمنا من مبانٍ ومنشآت ومدارس ومستشفيات .. ومهما مددنا من جسور وأقمنا من زينات فإن ذلك كله يظل كياناً مادياً لا روح فيه وغير قادر على الاستمرار .. إن روح كل ذلك الإنسان”. الإنسان القادر بفكره القادر بفنه وإمكانياته على صيانة كل هذه المنشآت والتقدم بها والنمو معها”. وأختم هذه الجولة القصيرة في ذاكرة هذا الزعيم العربي العظيم بكلمته المسئولة أمام التاريخ: “على شعبنا ألا ينسى ماضيه وأسلافه، كيف عاشوا وعلى ماذا اعتمدوا في حياتهم وكلما أحس الناس بماضيهم أكثر، وعرفوا تراثهم، أصبحوا أكثر اهتماماً ببلادهم وأكثر استعداداً للدفاع عنها”.. الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان ( رحمه الله).