نحن أمام حالة غريبة تبرز في دلالات أن يتظاهروا في البحرين فتثار المخاوف من مظاهرات في الصين... إنه الحديث عن القواسم المشتركة بين بلد مادون المليون وبلد الألف والثلاثمائة وواحد وأربعين مليون نسمة. لقد كان الشباب الصيني الأقدم في التظاهرات، وغير خافٍ على الذاكرة أحداث ميدان بكين الذي حسمته الدبابات.. غير أن الصينيين أدركوا أن مايمكن أن يحدث في أي بلد في العالم يصعب قبوله في الصين. في بلد يصل عدد الذين قاموا بعملية التعداد السكاني إلى ستة ملايين نسمة، يصبح خروج أكثر من مليار وثلث المليار إلى الميادين بمثابة نزيف في دماغ الكرة الأرضية وليس الصين وحدها... في الصين يمكن أن يخرج الناس في لحظة من التواصل على شبكة التواصل الاجتماعي، فيس بوك، فيسدون الطريق على نهر يحاول اقتحام المدن، أما أن يخرجوا للتظاهر فإن المشهد يثير الإجابة على تصور خيالي ليوم الحشر. بسبب التعداد الصيني المهول يقولون بأن الصينيين يأكلون كل مافي الأرض ماعدى القطار ويلتهمون أي شيء في البحر ماعدى القطار، ولا يبقون على شيء مما في السماء إلا الطائرة... ولهذا فإن الشعب الصيني يحتكم على قواعد صارمة في العيش المشترك بصورة تكرس قيم العمل والانجاز والإبداع، وهو ماجعلهم يبيعون للمصريين فوانيس رمضان ولليمنيين الجنبية والزبيب.