كان التعليم ولا يزال حتى وقتنا الحاضر هو الوسيلة المثلى والناجحة لإرساء قواعد وأساسيات النشاط الاجتماعي والاقتصادي وإرساء النموذج الحي للتنمية ولن يتم ذلك إلا عن طريق دراسة واستيعاب النظم التعليمية وتنويع برامجه ومناهجه التعليمية بحيث يعطي مجالات نظرية وعلمية وفنية ومهنية ذات صلة قوية ومباشرة بواقع الحياة الاقتصادية مع أخذنا في الاعتبار متطلبات العصر واحتياجات المستقبل وهذه أمور من وجهة نظر علمية وتربوية تحتاج إلى توافر كفاءات وقدرات لتوجيه البرامج والخطط العلمية والتعليمية والتربوية مع إتاحة الفرص أمام الشباب والطلاب للالتحاق بنواحٍ اجتماعية عملية أفقية ورأسية. فالتعليم لا يكفي وحده لتحقيق التعامل الاقتصادي والاندماج في الكيان الاجتماعي, فإن خطط التنمية الاقتصادية تحتاج إلى إسهام الشباب وتطوير قدراتهم بالاشتراك مع المجتمع المدني في تحقيق إفرازات تنموية لتحقيق التعامل الاجتماعي والارتقاء بمستويات الجماهير اقتصادياً وسياسيًا واجتماعيًا وثقافيًا. وليس ثمة شك في أنه في الوقت الذي تكشف فيه الآثار الاقتصادية للعولمة عن كثير من مظاهر النمو والتقدم فإن ذلك التقدم لم يتحقق في مجال التنمية الاجتماعية والاقتصادية إلا إذ ارتبط النمو الاقتصادي بزيادة النضال ضد الفقر والفساد بما يكفل الحد من الفقر. وبالنظر إلى مجتمعنا اليمني وطرائق توظيف الجهود في سبيل السير نحو آفاق اقتصادية يكون التعليم أساساً لإنجاز خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية ويكون للشباب والتعليم الدور الكبير في السير برؤى اقتصادية مثلى وربما أن ما تحقق في سنوات خطط التنمية من نجاحات على مستوى من التخطيط النمطي ومد جسور إشراقات الاستثمار المحلي والعربي والعالمي بقيمه الاقتصادية امتداداً لحل مشكلة الفقر والبطالة ومواجهة التحديات المالية والاقتصادية العالمية, ومهما وجد بعض القصور لدى الكثير من الشباب, فجهود الحكومة تنصب في التأهيل المبرمج للشباب والقيادات الإدارية فكرياً وعلمياً لما من شأنه التحقيق الناجز للخطط الاقتصادية وخطط التنمية وجعل التعليم التحدي الأكبر في منظومة التنمية وهذا يكون بعدة طرق عملية وتقنية تكون فيها المدرسة العمود الفقري على نحو من المثالية والنموذج ويأخذ الشباب والقيادات الفاعلة في التنمية على عوائقهم تطوير قدراتهم الفكرية والعلمية والعملية والتربوية لتجاوز آثار مخاطر العولمة والتحديث..إن الشباب اليمني هم أمل البلاد وعماد نهضتها وتقدمها وازدهارها اقتصادياً واجتماعياً والاحتياطي الضخم الذي يجب الحفاظ عليه ورعايته سليماً قوياً جيد التدريب كامل الاستعداد لأداء الدور العظيم في شتى الميادين وغيرها من الأعمال الوطنية الرسمية منها والشعبية والاستشعار بالمسئولية الملقاة على عاتق الشباب في هذه المرحلة الحساسة والدقيقة والانتماء الوطني والإسهام الفعال في تحقيق خطوات فعالة في التعليم والتحصيل الدراسي وهذه هي مهمة الإدارات المدرسية وولاة الأمور والسير في الطريق الصحيح نحو حياة التقدم السياسي والنهوض الاجتماعي والازدهار الاقتصادي وامتلاك الثقافة الواعدة والمعرفة بما من شأنه رفض مخاطر التيارات الفكرية الغربية المنحرفة وهي دعوة لكافة الشباب والطلاب للاهتمام بالدراسة وامتلاك الفكر والثقافة الوطنية عبر المشاركة الفاعلة في النشاط الثقافي والفكري المدرسي وتطوير المفاهيم والجوانب المشرقة التي تؤدي إلى الاستيعاب الأمثل للمفاهيم الديمقراطية في العملة التعليمية والتربوية, فالديمقراطية أداة تعميق جوهر المواطنة والانتماء للوطن وتعزيز الوحدة الوطنية ونبذ الفوضى والعمل العبثي والعشوائي وتدعو للتسامح والاعتدال ورفض التطرف والغلو.