تتجه كل خطط واهتمام الحكومة في الوقت الراهن نحو الشباب اقتصادياً واجتماعياً وسياسياً بما تمثله هذه الشريحة المهمة من فعالية وقوة بشرية هائلة للإنجاز الفوري للخطط التنموية والاقتصادية وتوفير فرص عمل للحد الفوري من البطالة وتحصين الشباب من السلبية والانحراف وتوظيفهم لأعمال مضرة وفاسدة. ومن المهم جداً أن يتسم خطابنا التربوي والإعلامي للشباب بالجدية والعلمية وأن تبنى مواقفهم بمنطق الإيمان والاقتناع وليس بلغة التلقين والتقليد، بيد أن اتساع الصدر للحوار مع الشباب وتفهم مواقفهم وقضاياهم وسماع آرائهم وتصحيح أفكارهم ومنطلقاتهم سوف يجعلهم بالتأكيد أكثر يقيناً بمواقفهم وأكثر حماساً لرفض الانحراف الفكري والأخلاقي. والمتأمل في الواقع التربوي اليوم - مع الأسف الشديد- يلمس قصوراً ملحوظاً في هذا الميدان، فمن أهم جوانب تربية الشباب العناية ببناء روح المسئولية لديهم واستغلال أسباب هدر الأوقات وما يرافق ذلك من الإخفاقات والانحرافات الناتجة عن عدم الشعور بالمسئولية. إن استشعار الشباب بمسئولياتهم هو الطريق الصحيح والسليم لتربيتهم سلوكياً وعملياً وبناء حياتهم الجديدة وتوظيف طاقاتهم وقدارتهم العلمية والعملية والتربوية في مساعي الارتقاء بجهود التنمية الاقتصادية وتطوير مفاصل الاقتصاد الوطني، وتحقيق هذه الأجندة والمطالب يتطلب بصورة دائمة ومتواصلة وعياً فكرياً وثقافياً وسياسياً ومجتمعياً لاستيعاب المهمات الكبيرة التي تنتصب اليوم أمام شبابنا وطلابنا في هذه المرحلة الحاسمة والدقيقة والتحديات لمجابهة المخاطر المحدقة بمسيرتنا ووحدتنا واقتصادنا وتجربتنا الديمقراطية النامية وتطلعات شعبنا اليمني إلى الاستقرار ومحاربة الإرهاب والعبث الفكري والسطحية والعشوائية وضرورة وجود مشاريع وبرامج عملية تدفع بطاقات الشباب والطلاب وتوجهاتهم نحو الإبداع والتطوير الذاتي المستمر والاتجاه نحو تحسين وحماية شبابنا وطلابنا من هذيان وهلوسة وهوس الفكر الغربي والعولمة والحداثة وتعميق حب العمل والمسئولية والكفاءة العلمية والعطاء والأداء الجيد ومواجهة ظاهرة الإنهزامية واللامبالاة والسلبية. ومن أجل هذا فلابد أن يولى الشباب والطلاب الاهتمام الأكبر بالمهام والواجبات الموكلة إليهم وتكريس كل الجهود في هذا العام الدراسي الجديد الذي بدأ والدراسة الواعية لمهمات الدراسة والتحصيل العلمي والخروج بحصيلة تعليمية نحو التأهيل العلمي والتقني والمزيد من القراءة المكتبية لخلق حس ووعي وطني لاستلهام مهمات خطط التنمية والاستثمار والالتزام الصارم للعمل الدراسي والانطلاق نحو مسارات وإشراقات مضيئة تواكب المتغيرات والأحداث على خريطة منظومة بلادنا بجوانبها الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياسية والمشاركة الواسعة في مختلف الأنشطة الثقافية والبرلمانية والرياضية والمدرسية والندوات الفكرية لما لها من أهمية بالغة في النجاح التربوي والعلمي المأمول، وهو الرهان الأول والأخير لإبراز الدور الاجتماعي لجماهير الشباب والطلاب على مختلف الأصعدة ولاسيما الانتخابات القادمة.