لم أشاهد- وربما تقصير مني- من أهل الحل والعقد وزعماء الثقافة والفن والأدب من يحاور في التلفاز, معارضة أو موالاة, فهل لأن الإعلام أصبح كلٌ ينحاز لمواقفه.. فالمطلوب أن يظهر الذين عرفهم الناس بعدم تعصبهم الديني أو الفكري أو الحزبي أو الأدبي.. الذين يظهرون- كما شاهدت- حزبيون, أو منفعيون, وكله تجارة. ثم أين هي الحقيقة؟ الحقيقة يحتكرها قياديو الأحزاب, بينما القواعد مضللة تماماً.. تماماً.. تماماً, وهذا ليس هو المشكل.. المشكل أن هذه القواعد تعتقد أن وجهة النظر الحزبية التي يعتنقونها هي الدين الذي ينبغي أن يستشهد المرء في سبيله على أي جنب كان في الله مصرعه!! وماعلم هذا الحزبي أو ذاك أن الحزب وجهة نظر, يقال فيه ويرد عليه, وماعلمت هذه القواعد أن قياداتها لاتقول لها مايدور في الكواليس ليس بحق التراتب الحزبي وتعاليم النظام الحزبي، وإنما لأن هناك مصالح خاصة تعلمها - وحسب- القيادات دون استثناء, وماعلى هذه القواعد إلا أن تسمع وتطيع, وتنام وفي ذمتها بيعة، كيلا تموت ميتة جاهلية.. كثير من المشايخ العقلاء الذين نعتز بهم لم يظهروا على الشاشة ولم نسمعهم في الإذاعة ولم نقرأ لهم في الصحف. شاشات التلفاز وخصوصاً الحزبية أصبحت لاتقف الناس على الحقيقة, مما سبب في ارتفاع الضغط, وأصبح هذا المواطن وقد أرهقه البحث عن الغاز وعاش ظلام الكهرباء وحرمان أبنائه من المدارس والجامعات, يريد أن يسمع بعض الصدق أو يشاهده أو يقرؤوه فلا يجده. إن هذا التضليل الإعلامي يكرس مرض الحقد ويعمق في الجسد اليمني الثارات والجروح.. فأين المثقفون والشعراء والأدباء وأهل الحكمة؟, وللأسف كنا نعلق الآمال على النساء فظهرت معظمهن حزبيات أو لاثقافة لهن بما في ذلك الإعلاميات.