للمملكة العربية السعودية في قلوب الملايين من المسلمين في جميع أرجاء المعمورة مكانة خاصة، حيث أنها خير البقاع إلى الله فهي مهبط الوحي وقبلة المسلمين وفيها مكةالمكرمة والكعبة المشرفة التي يحج إليها ملايين المسلمين من جميع أنحاء العالم في كل عام ويتوجه إليها المسلمون في أوقات الصلاة من جميع أنحاء العالم، وفيها مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم، وبها المسجد النبوي الشريف وقبره صلى الله عليه وسلم وإلى جانبه قبور الخلفاء أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب رضي الله عنهما وبالقرب من المسجد النبوي الشريف توجد مقبرة البقيع والتي تحوي قبور الكثير من الصحابة رضي الله عنهم، وفيها جرت الكثير من المعارك الفاصلة في التاريخ الإسلامي، وبعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم وعهد الخلفاء الراشدين وقيام دولة بني أمية ومن بعدهم الدولة العباسية حتى قيام الخلافة العثمانية، قامت الدولة السعودية الأولى على يد الملك محمد بن سعود عام 1157ه ومساعدة الإمام محمد بن عبدالوهاب التميمي، وبعد وفاة الملك محمد سعود رحمه الله أخذ زمام الملك من بعده ولده الملك عبدالعزيز بن محمد بن سعود رحمه الله عام 1179ه الموافق 1765م وبعد وفاة الملك عبدالعزيز جاء من بعده أبنائه الملوك خالد وفيصل وفهد رحمهم الله، وأخيراً تولى زمام الملك والقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وقد شهدت المملكة العربية السعودية قفزات تنموية هائلة وذلك بفضل الله ثم بفضل السياسة الحكيمة المستمدة من الشريعة الإسلامية، واستتباب الأمن والاستقرار واكتشاف الذهب الأسود “البترول” بكميات هائلة، مما حوّل المملكة العربية السعودية من صحراء قاحلة إلى واحة ورياض خضراء تسر الناظرين، وقد عملت المملكة على توفير الحياة والعيش الرغيد وتقديم كافة الخدمات الأساسية للمواطن السعودي، إضافة للقيام بخدمة حجاج بيت الله الحرام والمعتمرين والقيام بشئون وخدمة الأماكن المقدسة في مكةالمكرمة والمدينة النبوية وطباعة المصحف الشريف وتوزيعه مجاناً للمسلمين في جميع أنحاء العالم، وتقديم يد العون والمساعدة للشعوب المنكوبة، وللمملكة علاقات سياسية ودبلوماسية جيدة مع جميع دول العالم ومنها الجمهورية اليمنية التي تربطها مع المملكة علاقة أخوية قديمة بحكم الجوار والدين والدم الواحد والمصير المشترك، فليس من الغرائب والعجائب وقوف المملكة إلى جانب أمن واستقرار اليمن في هذه الأزمة المفتعلة من قبل الخونة والعملاء والمرتزقة من قيادات أحزاب اللقاء المشترك التي تخطط للانقلاب والاستيلاء على السلطة وذلك عبر أنهر من الدماء وجسور من الجماجم، والدفع بالوطن إلى التمزق والاحتراب الداخلي، وتدمير الاقتصاد وتحويل اليمن إلى دولة فاشلة تعاني من الحروب الأهلية والفساد والمجاعة، فأمن المملكة من أمن اليمن وأمن اليمن من أمن المملكة، وللمملكة أيادٍ بيضاء وعطاء بلا حدود وأخوة صادقة لليمن، وخصوصاً عند الشدائد والمحن ولا ينكر ذلك إلا جاحد أو حاقد، ويكفي ماقدمته المملكة العربية السعودية هذه الأيام من المعونة النفطية لبلادنا والبالغة ثلاثة ملايين برميل، وذلك مساهمة منها في تخفيف الأزمة الخانقة في المشتقات النفطية في الأسواق اليمنية والمتسبب بها أحزاب اللقاء المشترك، وكذلك استقبال المستشفيات السعودية للجرحى والمصابين من ضحايا الهجوم الإرهابي الذي استهدف اغتيال الأخ/ علي عبدالله صالح حفظه الله وإلى جانبه كبار المسئولين في مسجد النهدين، مثل هذه المواقف تستحق الشكر والتقدير والثناء العطر من كل مواطن يمني لحكومة ملك الإنسانية خادم الحرمين الشريفين/ عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود، وكافة أفراد الأسرة المالكة والشعب السعودي الشقيق، وذلك لمواقفهم المبدئية والثابتة الداعمة لأمن اليمن واستقراره ووحدته، وخصوصاً في هذه الأيام التي تكالب فيها أعداء اليمن في الداخل والخارج من الخوارج والمرتدين والمفسدين في الأرض على تدمير اليمن أرضاً وإنساناً، ومسك الختام نتمنى للأخ رئيس الجمهورية علي عبدالله صالح حفظه الله والإخوة المصابين من المسئولين الشفاء العاجل والصحة والعافية والعودة إلى أرض الوطن، وسبحانك اللهم وبحمدك أستغفرك وأتوب إليك.