إن مما زاد من حب واحترام وإجلال فخامة الرئيس علي عبدالله صالح شفاه الله وعافاه هو دعواته المتكررة، ونداءاته المتوالية للحوار، وحرصه الدائم والمستمر على اتخاذ الطرق السلمية في معالجة الخلافات، وحل النزاعات، وتجنيب الوطن والمواطن الويلات والصراعات. وآخر ما دعا للحوار في كلمته التي وجهها إلى أبناء الشعب اليمني في الداخل والخارج، بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك، تلكم الكلمة المؤثرة والمعبرة، وذلكم الخطاب العظيم والهام، والذي يعتبر حلاً كافياً للأزمة الراهنة، وبلسماً شافياً للجرح اليمني النازف منذ نصف عام، وقد وضع فخامته النقاط فوق وتحت الحروف، ووضح السبيل الذي يقود الأطراف السياسية إلى بر الأمان، وساحل النجاة، ورسم المخطط الذي يقضي بحل النزاعات، ومعالجات الخلافات وذلك ناتج عن خبرة وحنكة كبيرتين، كما أن ذلك حصاد ثلاثة وثلاثين عاماً، تعلم خلالها أن البيوت تؤتى من أبوابها، وأن بالإحسان تأسر الإنسان، وأن العنف لا يولد إلا العنف. غير أن حال فخامة الرئيس مع أحزاب المعارضة، كما قال الشاعر: لقد أسمعت لو ناديت حيّاً ولكن لا حياة لمن تنادي وناراً لو نفخت بها أضاءت ولكن أنت تنفخ في رمادِ فالمعارضة كلما سمعت خطاباً من فخامته، تلقت ذلك الخطاب بأذن من طين، وأخرى من عجين، وظنته لعبة سياسية، وحسبت أن الأمر لا يعنيها، والشأن لا يهمها، وحصرت هذه الأحزاب مهمتها في اختلاف الأزمات، لا في إيجاد حلول لها، وفي الهدم، لا البناء، والمرء حيث يضع نفسه. المواطنون الغلابى عوّلوا على رمضان كثيراً، وتفاءلوا به خيراً، وظنوا أن الأطراف السياسية ستجعل من رمضان فرصة للحوار، كون هذا الشهر شهر الخير والرحمة والمحبة والألفة والتسامح. إلا أن المفاجأة الكبرى أن أحزاب المشترك - لا سيما حزب الإصلاح - خططوا لجعل رمضان وقتاً مناسباً، وزماناً ملائماً للجهاد في سبيل الشيطان، لا في سبيل الله كما يزعمون، وقاموا بتوزيع نشرات تذكر الناس بغزوات المسلمين في رمضان والتي انتصروا فيها على المشركين وهدف الأخوان المسلمين هو الجهاد ضد الحرس الجمهوري والانتصار على الوطن وقتل الجندي المسلم المرابط في سبيل الدفاع عن الوطن والمواطن وصدق الله القائل: «فإنها لا تعمى الأبصار ولكن تعمى القلوب التي في الصدور» داعي الحوار لا زال قائماً وباب الحوار لا زال مفتوحاً فهل من مجيب ؟؟؟!